وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات إسرائيلية اقتحمت في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، وأصابت الشاب أحمد يحيى جلايطة (20 عاماً) بجروح خطيرة، ليعلن عن استشهاده فجر الثلاثاء.
كما قالت المصادر إن مواجهات اندلعت الليلة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها بلدة بيتا جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية، كما اقتحمت قوات إسرائيلية المساكن الشعبية شرقي نابلس.
في سياق متصل، قالت وسائل إعلام عبرية إن عبوة ناسفة انفجرت في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، على طريق استيطاني قرب قرية دير أبو مشعل شمالي رام الله وسط الضفة الغربية.
ومساء الاثنين، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وداهم منازل فلسطينية واعتقل شاباً، وفق ما أورده إعلام حكومي وشهود عيان.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، إن الجيش الإسرائيلي اقتحم عدة مناطق في شمال الضفة، منها قرية مادما جنوبي مدينة نابلس، "وأجبر أصحاب المتاجر على إغلاقها، ومنع المواطنين من التجول بالشوارع". كما اقتحم بلدة عزّون وقريتي إماتين وفرعتا، شرقي مدينة قلقيلية، وبلدة سيلة الظهر جنوبي مدينة جنين، "دون أن يجري الإبلاغ عن اعتقالات".
وجنوب شرقي طولكرم شمال الضفة، ذكرت وكالة "وفا" أن الجيش وزَّع "إخطارات بوقف البناء في ثلاثة منازل ومزرعة في قرية شوفة".
في السياق، قال شهود عيان إن جيش الاحتلال أطلق قنابل الغاز تجاه فلسطينيين ومركباتهم، على حاجز المربعة جنوب غربي مدينة نابلس، دون أن يشير أي مصدر إلى وقوع إصابات.
ووسط الضفة، ذكرت الوكالة الرسمية أن الجيش داهم منزلين خلال اقتحامه بلدة سنجل شمال شرقي مدينة رام الله. وأفادت الوكالة بأن قوات من الجيش "عبثت بمحتويات المنزلين، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة".
وشمال غربي المدينة، ذكرت "وفا" أن الجيش اعتقل شاباً من قرية عجّول خلال مروره على أحد الحواجز على أطراف القرية.
أما جنوبي الضفة، فأكد شهود عيان اقتحام بلدتي سِعير والطّبَقة شمالي وجنوبي مدينة الخليل، دون الإشارة إلى وقوع مواجهات أو اعتقالات.
تواصُل هجمات المستوطنين
ذكرت مصادر محلية فلسطينية أن مستوطنين أضرموا النار الليلة في أراضٍ زراعية ببلدة حارس، غربي سلفيت في الضفة الغربية.
وهاجم مستوطنون إسرائيليون، مساء الاثنين، عائلة فلسطينية، واستولوا على الكهف الذي تسكنه جنوبي الضفة الغربية، في مشهد يعكس تصاعد انتهاكات المستوطنين بحماية الجيش.
وقال رئيس مجلس قروي التوانة جنوبي الخليل، محمد ربعي، إن مستوطنين هاجموا المواطن عبد الله الدبابسة في قرية خلة الضبع، واقتحموا الكهف الذي يؤوي عائلته، واستولوا على محتوياته، ثم نصبوا خيمة فوقه.
وأضاف أن "المواطن عبد الله الدبابسة (62 عاماً) لجأ إلى شرطة الاحتلال لتقديم شكوى ضد المستوطنين، إلا أن الشرطة اعتقلته بدلاً من حمايته، قبل أن تفرج عنه بعد ساعات مقابل غرامة مالية".
وأعرب ربعي عن خشيته من أن يكون استيلاء المستوطنين على كهف عائلة الدبابسة، مقدمة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في خلة الضبع، خصوصاً بعد أسابيع من هدمها. ولفت إلى أن المستوطنين سيطروا أيضاً على بئر مياه وأراضٍ محيطة بالمكان تعود للعائلة.
وأشار محمد ربعي، إلى أن نحو 16 عائلة تضم 120 فرداً من سكان القرية، يواصلون العيش فوق أنقاض منازلهم التي هدمها الجيش الإسرائيلي قبل أسابيع.
أما شرقي الضفة، فقالت "وفا" إن مستوطنين قطعوا أحد خطوط الكهرباء في تجمع شلال العوجا شمالي مدينة أريحا، الذي يزوِّد عدداً من مساكن المواطنين في التجمع. وأشارت إلى "تصاعد انتهاكات المستوطنين بحق البدو في العوجا، التي كان آخرها إقامة بؤرة وسط مساكنهم في التجمع، وتقييد حركتهم".
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.