وقال مدير الطوارئ بوزارة الصحة بولاية الخرطوم محمد التجاني في مؤتمر صحفي أمس الخميس: "يتصاعد عدد الحالات المسجلة للإصابة بالكوليرا في الولاية، حيث سُجلت 1375 إصابة، بينها 23 حالة وفاة أمس الأربعاء".
وأضاف التجاني: "شهد عدد الوفيات انخفاضاً نتيجة التدخلات التي جرت لمعالجة المرضى، إذ بلغت الوفيات يوم الأربعاء 23 فقط"، وذكر أن عدد المرضى في مراكز العزل بلغ 1116 مريضاً.
وأشار المسؤول السوداني إلى "تفعيل مراكز العزل وإنشاء 4 مراكز إيواء في مناطق انتشار الإصابات، بهدف اكتشاف الحالات مبكراً، ومعالجتها، وتقليل الوفيات".
والأربعاء أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم تسجيل 942 حالة إصابة بالكوليرا، بينها 25 حالة وفاة ليوم الثلاثاء، فيما بلغت الإصابات الاثنين 1177 حالة، بينها 45 وفاة.
ووفقاً لآخر إحصائية حكومية صدرت في 6 مايو/أيار الجاري، بلغ عدد الإصابات بالكوليرا 60 ألفاً و993 حالة، بينها 1632 وفاة.
موجات نزوح كبيرة
في سياق متصل قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان أمس الخميس، إن عشرات آلاف النازحين يواصلون التوافد إلى منطقة طويلة في ولاية شمال دارفور (غرب) منذ أكثر من 6 أسابيع، وسط أوضاع إنسانية متدهورة.
وذكرت المنظمة أن فرقها على الأرض تقدّم الرعاية الصحية الطارئة وتوفر المياه وتدعم المطابخ المجتمعية المحلية، لكنها حذّرَت من "فجوات كبيرة في الاستجابة".
وأشار مقطع فيديو نشرته المنظمة إلى أن غالبية الفارين جاؤوا من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، ومخيم زمزم للنازحين القريب منها، بسبب تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتشهد الفاشر اشتباكات متواصلة منذ 10 مايو/أيار 2024 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم التحذيرات الدولية من تفاقم المعارك في المدينة، التي تُعَدّ شرياناً رئيسيّاً للعمل الإنساني في إقليم دارفور بأكمله.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 1946 أسرة من منطقة الصالحة جنوبي أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع خلال الفترة من 19 إلى 28 مايو/أيار الجاري.
وذكرت المنظمة أن غالبية العائلات نزحت إلى مواقع أخرى داخل المدينة، فيما لجأت أخرى إلى مناطق ومواقع أخرى داخل الخرطوم.
وفي 20 مايو/أيار الجاري أعلن الجيش السوداني اكتمال "تطهير" ولاية الخرطوم وسط البلاد من قوات "الدعم السريع"، بعد سيطرته على منطقة صالحة، آخر معاقل الدعم السريع بأم درمان.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش و"الدعم السريع" حرباً خلّفَت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدرت دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
وفي 21 مايو/أيار الجاري، أعلن الجيش اكتمال استعادة السيطرة على ولاية النيل الأبيض (جنوب)، في أعقاب إعلان مماثل بشأن ولاية الخرطوم.
أما في الولايات الست عشرة الأخرى، فلم تعُد "الدعم السريع" تسيطر إلا على أجزاء من ولايتَي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب بولايتَي جنوب كردفان والنيل الأزرق، و4 ولايات من أصل 5 بإقليم دارفور (غرب).