جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده لافروف اليوم الخميس، مع وزير الخارجية والتجارة الدولية في زيمبابوي أمون مورويرا في العاصمة موسكو.
وتَطرَّق لافروف إلى إمكانية إرسال أوروبا "قوة لحفظ السلام" إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أنه لا توافق بشأن هذه القضية، وأضاف: "سننظر إلى وجود هذه القوات على الأراضي الأوكرانية على أنه وجود محتمل لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا".
وذكر أن هذه القوات "ستكون تابعة لحلف شمال الأطلسي بغضّ النظر عن العلم الذي ستحمله" في أثناء العملية، وأردف: "نشر قوات أوروبية في أوكرانيا لن يعني حرباً هجينة مع روسيا، بل مشاركة مباشرة لدول حلف شمال الأطلسي في الحرب"، وأكد أن روسيا لن تسمح بنشر مثل هذه القوات، وأن الغرب انتهك "قواعد الآداب".
واستضافت لندن مساء الأحد قمة رفيعة المستوى لمناقشة الضمانات الأمنية المزمع تقديمها لأوكرانيا في حال وقف الحرب، بالإضافة إلى قضايا أخرى متعلقة بالأمن الأوروبي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال القمة، إن بلاده "مستعدة وراغبة" في إرسال قوات إلى أوكرانيا لحفظ السلام، مؤكداً أنها تلعب دور "جسر فريد" بين أوروبا والولايات المتحدة في عملية السلام في أوكرانيا.
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة توقفت عن نقل المعلومات الاستخباراتية إلى أوكرانيا.
والأربعاء أكّد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) جون راتكليف، أن بلاده علّقَت الدعم الاستخباراتي والشحنات العسكرية إلى أوكرانيا.
وتابع الوزير الروسي: "لولا دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى قدّمَت معلومات استخباراتية لأوكرانيا وساعدت على استخدام التقنيات المتعلقة بهذه المعلومات، لما كان الأوكرانيون قادرين على استخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد أراضينا".
وأوضح أن بلاده منفتحة على المفاوضات بشأن حل الأزمة الأوكرانية، ومستعدة لإجراء محادثات صادقة إذا أُخذَت جميع أسباب هذه الأزمة في الاعتبار، بما في ذلك أمن روسيا وضمانات عدم إشراك حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا.
وشدّد على أنهم "يعارضون وقفاً مؤقتاً للصراع من أجل تزويد كييف بالأسلحة الحديثة"، ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وإدارته يدركون جيداً أن توسع حلف شمال الأطلسي هو السبب الرئيسي للأزمة.
وتعليقاً على خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستخدام القدرة النووية من أجل الأمن الأوروبي، قال لافروف: "هذا يشكّل تهديداً لروسيا بلا شك".
وأضاف أن تصريحات ماكرون بأن "روسيا تستعد لمحاربة أوروبا" هي "هراء"، وأن روسيا ليست بحاجة إلى هذا، وأكمل: "قد يتخذ ماكرون إجراءات متهورة لحماية سمعته المتضررة في فرنسا".
والأربعاء قال ماكرون إن حرب أوكرانيا أكدت مجدداً "التهديد الروسي" للأمن الأوروبي، وإن موسكو تواصل هجماتها الإلكترونية وتحاول التأثير في الرأي العامّ من خلال نشر "معلومات كاذبة" على وسائل التواصل الاجتماعي، وتابع ماكرون: "الطريق إلى السلام لا يمر عبر التخلي عن أوكرانيا، السلام لا يعني استسلام أوكرانيا أو انهيارها".
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشنّ روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلّي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخُّلاً" في شؤونها.