وكان روبيو يتحدث في مؤتمر إسرائيلي حول "مكافحة معاداة السامية" من خلال كلمة فيديو مسجلة الأربعاء، وأكد أن واشنطن اتخذت تلك السياسة التي وصفها بأنها صارمة “لمنع الأجانب من القدوم إلى الولايات المتحدة لإثارة الكراهية ضد مجتمعنا اليهودي".
وشدد روبيو على أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب “ستقف بجانب الشعب اليهودي”، وأضاف أن بلاده تُحمل "المنظمات الدولية والدول مسؤولية خطابها المعادي لإسرائيل"، وأكد أنه “لن يكون هناك تسامح مع معاداة السامية”، بحسب تعبيره.
وأمرت الإدارة الأمريكية الثلاثاء سفاراتها بالتوقف عن جدولة مقابلات لمنح تأشيرات للطلاب الأجانب، استعداداً لتوسيع نطاق التدقيق على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للمتقدمين.
وفي نسخة من مذكرة أُرسلت إلى البعثات الدبلوماسية، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن هذا التوقف سيستمر "حتى صدور توجيهات إضافية"، وأفادت الرسالة بأنه سيتم تشديد التدقيق على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل منح تأشيرات الطلاب وتأشيرات التبادل الأجنبي، ما سيكون له "تداعيات كبيرة" على السفارات والقنصليات.
ويأتي هذا في ظل خلاف ترمب مع بعض أبرز الجامعات الأمريكية، والتي يعتقد أنها ذات توجه يساري متطرف ويقول إن بعضها ساهمت في انتشار “معاداة السامية” في الحرم الجامعي، في إشارة إلى المظاهرات الجامعية التي يقودها طلاب داخل جامعات أمريكية للتضامن مع فلسطين والتنديد بسياسة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وجمّدت إدارة ترمب مئات الملايين من الدولارات من تمويل الجامعات وتحركت لترحيل بعض الطلاب، بينما ألغت آلاف التأشيرات لآخرين، وقد أوقفت المحاكم العديد من هذه الإجراءات.
واتهم البيت الأبيض بعض الجامعات الأمريكية بأنها سمحت لـ”معاداة السامية” باستغلال النشاط المؤيد للفلسطينيين في الحرم الجامعي، من جانبها، اتهمت الجامعات إدارة ترمب بمحاولة انتهاك حقوق حرية التعبير.
وكانت جامعة هارفارد محور غضب الرئيس دونالد ترمب، إذ تتهم الحكومة الأمريكية الجامعة المرموقة بالتسامح مع "معاداة السامية" والتحيز لليبرالية.
وقال ترمب الأربعاء إن "هارفرد تعامل بلادنا بقلة احترام كبيرة وتمضي أبعد في ذلك"، وأعلنت إدارة ترمب الثلاثاء، حجبا جديدا قدره نحو 60 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة هارفارد بسبب ما اعتبرته تقاعسا منها عن اتخاذ إجراءات كافية ضد المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين.
وتستخدم الإدارة الأمريكية التخفيضات المالية والتحقيقات في الجامعات للضغط على إداراتها لمنع المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين، ومطلع مايو/ أيار الجاري، أعلنت وزارة التعليم الأمريكية أنها لن تمنح جامعة هارفارد أي تمويل فيدرالي جديد إلى حين تلبية الأخيرة مطالب البيت الأبيض، في إشارة إلى عدم منعها المظاهرات الداعمة لفلسطين.
وفي أبريل/ نيسان 2024، اندلعت احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت بجامعة كولومبيا الأمريكية وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3 آلاف و100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.