جاء ذلك في "التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، لوزارة الصحة في غزة.
وقالت الوزارة: "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 67 شهيداً، منهم 5 انتشال، و184 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية"، وأشارت إلى أن "هذه الإحصائية اليومية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها" جراء العدوان الإسرائيلي وتقطيعه أوصال القطاع.
ووفق الوزارة، فإن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/آذار 2025، بلغت 3 آلاف و986 شهيداً و11 ألفاً و451 مصاباً".
وبذلك، أعلنت الوزارة "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54 ألفاً و249 شهيداً، و123 ألفاً و492 مصاباً منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023"، ولفتت إلى أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
عشرات الشهداء
وفي السياق ذاته، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ فجر اليوم الخميس، ما لا يقل عن 62 فلسطينياً، جراء عمليات قصف استهدفت مدنيين في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، حسب مصادر طبية وشهود عيان.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح (وسط) بـ"استشهاد 24 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منزل لعائلة القريناوي بمخيّم البريج" وسط القطاع.
كما "استشهد فلسطيني وأصيب آخرون جراء قصف طائرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في أرض السلقاوي، بمنطقة البركة، جنوب دير البلح"، وفق شهود عيان، وقالت مصادر طبيبة وشهود عيان إن "طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال قصفت تجمعاً لمواطنين على مفترق السرايا وسط مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 8 فلسطينيين".
فيما "وصلت جثامين 7 شهداء، بينهم طفلة، إلى مستشفى الشفاء بعد استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية تجمعاً لمدنيين في محيط مخبز أبو إسكندر شمالي مدينة غزة"، وفق مصادر طبية، وأفادت مصادر طبية بأن "طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت تجمعاً لمواطنين في حي الشجاعية شرقي المدينة، ما أسفر عن استشهاد 3 وإصابة آخرين".
وفي شمال قطاع غزة، "استشهد 3 فلسطينيين في قصف استهدف منزلاً في جباليا"، حسب مصادر طبية وشهود عيان، كما أفادت مصادر طبية بـ"استشهاد 7 فلسطينيين، بينهم طفلان، في استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً لعائلة عزام، وروضة أطفال في جباليا البلد شمالي القطاع".
وفي جنوب القطاع، أفادت مصادر طبية بـ"استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف مواطنين كانوا بطريقهم نحو مركز توزيع مساعدات جنوب غرب خان يونس"، وفق المصادر.
مستشفى العودة
من جهة أخرى، طالبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الخميس، بإخلاء مستشفى العودة في تل الزعتر شمال قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال طالبت إدارة المستشفى بالاخلاء فوراً، وبداخله أكثر من 190 شخصاً، بينهم كوادر طبية ومرضى وجرحى.
ويأتي هذا القرار بعد أيام من استهداف المستشفى ومحيطه بإطلاق الرصاص الحي والقصف، في ظل أزمة صحية خطيرة يعاني منها قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، أفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال فجّرت عدة "روبوتات" مفخخة في محيط المستشفى، تزامناً مع إطلاق الرصاص بشكل مكثف على مباني ومرافق المستشفى.
تصاعد الجوع
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الخميس، إن مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات أدى إلى تصاعد الجوع وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
وأدان "بأشد العبارات هذه السياسة الممنهجة التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم الغذاء سلاحَ حرب ضد المدنيين"، ولفت إلى أن "استمرار منع تدفق المساعدات يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان"، وحمّل المكتب الإعلامي "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية التي تهدد حياة 2.4 مليون إنسان مدني في قطاع غزة".
وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، مارست إسرائيل تجويعاً بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي، بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وتحت وطأة المجاعة، فشل المخطط الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة الثلاثاء والأربعاء مركزاً لتوزيع مساعدات، فقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص 10 منهم وأصاب 62، وأوقفت المؤسسة نشاطها "مؤقتاً".
وكانت العديد من الدول والمؤسسات الإنسانية الغربية أعلنت معارضتها ألية عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" التي دُشّنت حديثاً بدعم أمريكي إسرائيلي لتوزيع مساعدات، لتكون البديل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي حظرتها تل أبيب حديثاً.
واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت المؤسسة المرفوضة أممياً، توزيعَ مساعدات شحيحة جداً بمناطق في جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على النزوح من الشمال وتفريغه.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة تترافق مع حصار خانق أدخل القطاع في ظروف إنسانية متردية غير مسبوقة.