ونقلت الوكالة عن المسؤول الذي لم تسمه قوله: "إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى حل دبلوماسي، فعليها التخلي عن لغة التهديدات والعقوبات"، مؤكداً أن مثل هذه التصريحات يمثل "عداءً صريحاً ضد المصالح الوطنية الإيرانية".
جاء ذلك ردّاً على تصريحات أدلى بها ترمب الأربعاء، في البيت الأبيض، قال فيها: "أريد اتفاقاً نووياً يكون قوياً جداً، بحيث يمكننا إرسال مفتشين، وأخذ ما نريد، وتفجير ما نريد، لكن دون إزهاق أرواح... يمكننا تفجير مختبر فارغ، لكن ليس في أثناء وجود أحد بداخله".
وسبق أن هدّد ترمب مراراً بقصف المنشآت النووية الإيرانية حال فشل المسار الدبلوماسي. لكنه أشار الجمعة إلى أن التوصل إلى اتفاق مع طهران لا يزال "ممكناً في المستقبل غير البعيد".
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم السبت، في كلمة متلفزة، أن طهران ترفض حيازة سلاح نووي، لكنها متمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، ضمن ما تتيحه القوانين الدولية.
وقال عراقجي: "لا نقبل أن يُقال لنا إنه لا ينبغي أن نمتلك حق التخصيب. هذا أمر مرفوض تماماً... تخصيب اليورانيوم حاجة أساسية لبلادنا، ويرتبط برفضنا الهيمنة الأجنبية"، مشيراً إلى أن هذا الحق ظل بنداً محورياً في جميع المفاوضات.
في سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين إيرانيين مطّلعين على المفاوضات، أن طهران قد توافق على تعليق تخصيب اليورانيوم لمدة عام، وإرسال جزء من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو تحويله إلى صفائح وقود نووي مدني، بشرط التوصل إلى "تفاهم سياسي" مع واشنطن، يشمل الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، والاعتراف بحق إيران في التخصيب المدني.
وأوضح المصدران المقربان من فريق التفاوض الإيراني أن التفاهم "قد يُنجز قريباً" إذا استجابت واشنطن لمطالب طهران، مؤكدين أن المقترحات لم تُطرح بعد في المحادثات غير المباشرة الجارية بين الطرفين.
وكانت إيران والولايات المتحدة قد دخلتا خلال الأسابيع الماضية في 5 جولات من المحادثات غير المباشرة في سلطنة عُمان، تناولت سبل إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحب منه ترمب عام 2018، وتطالب طهران بالحصول على ضمانات بعدم تكرار ذلك الانسحاب مستقبلاً، إلى جانب رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.