جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق الاجتماع الثلاثي بين تركيا وروسيا وأوكرانيا، اليوم الجمعة، ضمن إطار مفاوضات السلام المنعقدة في إسطنبول.
وقال فيدان: "نحن مضطرون إلى اغتنام هذه الفرصة والمضيّ قدماً على طريق السلام"، معتبراً أن "بدء المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا يمثل مرحلة حاسمة يجب البناء عليها".
وأضاف أن المسار الحالي يقف أمام طريقين: "أحدهما يؤدي إلى السلام والآخر إلى الدمار"، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخيرة لأنقرة شكّلت خطوة بالغة الأهمية لتهيئة الأجواء اللازمة للمفاوضات”.
وأكد الوزير التركي أن بلاده "ستظل دائماً إلى جانب كل الجهود الهادفة إلى إنهاء الحرب وتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة"، مشدداً على أهمية أن تُشكّل هذه المحادثات أساساً لاجتماع قادة الدول المعنية.
واختُتم، اليوم الجمعة، الاجتماع الثلاثي على مستوى الوفود، الذي عُقد في مكتب الرئاسة التركية بقصر دولمة بهتشة في إسطنبول، برئاسة وزير الخارجية التركي، وبمشاركة وفود من الولايات المتحدة وأوكرانيا.
ووفق مصادر في وزارة الخارجية التركية، فقد شارك في الاجتماع رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، فيما ترأس الوفد الأمريكي وزيرُ الخارجية ماركو روبيو، وضمَّ المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترمب لشؤون أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، وسفير الولايات المتحدة لدى أنقرة توم باراك.
أما الوفد الأوكراني، فضمَّ رئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك، ووزير الخارجية أندريه سيبيها، ووزير الدفاع رستم عمروف. واستمر الاجتماع نحو ساعة، حسب المصادر ذاتها.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح، في 11 مايو/أيار الجاري، استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة، على أن تُعقد الجولة الجديدة في 15 من نفس الشهر في إسطنبول، طالباً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.
وقد أعرب الرئيس أردوغان عن استعداد بلاده لاستضافة المفاوضات، مؤكداً دعم تركيا لسلام عادل ودائم، فيما رحّبت الحكومة الأوكرانية بالمبادرة.
وسبق أن استضافت إسطنبول في مارس/آذار 2022، عدة جولات من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب الدائرة بين البلدين.
كما شهدت المدينة توقيع اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو/تموز 2022، بوساطة تركية ورعاية من الأمم المتحدة، بهدف التخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعده كييف "تدخلاً" في شؤونها.