واستشهد 6 فلسطينيين من عائلة واحدة في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وبذلك، يرتفع عدد الشهداء في غزة جراء الهجمات الإسرائيلية الأربعاء، إلى 34 فلسطينياً، بالإضافة إلى 18 آخرين استشهدوا بعد منتصف الليلة الخميس.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 51 ألفاً و25 شهيداً، و116 ألفاً و432 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وذكرت أن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/آذار 2025 بلغت 1652 شهيداً، و4391 مصاباً".
500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف مارس
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الأربعاء، أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بقطاع غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي، وذلك جراء استئناف إسرائيل الإبادة الجماعية وتنصلها من وقف لإطلاق النار مع "حماس".
وقال المكتب، حسب ما نقله موقع "أخبار الأمم المتحدة"، إن مئات آلاف من الفلسطينيين نزحوا مراراً قبل وقف إطلاق النار المؤقت في 19 يناير/كانون الثاني 2025. وأضاف أن "الأعمال العدائية المتواصلة في أنحاء قطاع غزة لا تزال تخلف آثاراً مدمرة على المدنيين، منها الموت والنزوح وتدمير البنية الأساسية الحيوية".
والأربعاء، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بإجبار مئات آلاف من الفلسطينيين على النزوح من أماكنهم، قائلاً إن الجيش سيبقى في المواقع التي احتلها بقطاع غزة باعتبارها "مناطق عازلة" بوضع مؤقت أو دائم. وأضاف كاتس في منشور على منصة إكس: "على النقيض من الماضي، فإن الجيش الإسرائيلي لا يخلي (يغادر) المناطق التي جرى تطهيرها والاستيلاء عليها" وفق تعبيره.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء، أنه بعد مرور نحو شهر على استئناف الحرب بغزة، بات نحو 30% من مساحة القطاع "منطقة أمنية عملياتية"، في إشارة إلى أنها باتت محظورة على الفلسطينيين، وما يعني أنه أجبرهم على النزوح منها، ومنعهم لاحقاً من الوصول إليها.
ووسّع الجيش منذ استئناف الإبادة في 18 مارس/آذار مساحة المنطقة الأمنية المزعومة التي تتركز على حدود القطاع فضلاً عن منطقة رفح التي عزلها عن خان يونس بما يسميه "محور موراج" جنوب قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالوصول الإنساني، أشار مكتب "أوتشا" إلى أن تل أبيب "تواصل رفض الموافقة على البعثات المنسقة ولم تقم اليوم سوى بتيسير اثنتين فقط من 6 تحركات إنسانية كان مخططا لها وجرى التنسيق بشأنها مع السلطات الإسرائيلية". وأضاف أن "إسرائيل رفضت أربع بعثات أخرى، من بينها واحدة لجلب الوقود من رفح"، دون توضيح أسباب رفض باقي التحركات، أو طبيعة البعثات وما تحمله من مساعدات إنسانية.
وذكر المكتب أن فرقه زارت، الأسبوع الماضي، مواقع نزوح في خان يونس، حيث "يعيش غالبية الناس في أماكن إيواء مكتظة، في ظل شح المأوى والغذاء والماء والدواء". وأشار إلى أن "العاملين في مجال الإغاثة أفادوا بأن الخيام لم تعد متوفرة للتوزيع بأنحاء القطاع، وفي بلدة بني سهيلا في خان يونس جنوب القطاع على سبيل المثال لم تتلقّ الأسر التي نزحت مؤخراً سوى عدد قليل من البطانيات والقماش".
وأفادت الأمم المتحدة بـ"تفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع، وبانخفاض عدد الأطفال الذين يتلقون التغذية التكميلية في مارس، بنسبة تزيد عن الثلثين".
وتعيق القيود التي تفرضها إسرائيل على الوصول الإنساني القدرة على إمداد المستشفيات بالمواد الطبية، ما يعرّض صحة مزيد من المرضى للخطر، وفق الأمم المتحدة. ومنذ 2 مارس/آذار يمنع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت حماس بنودَ المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
وكثفت إسرائيل منذ 18 مارس/آذار الماضي، جرائم الإبادة بغزة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.