وأُقيل كوتش من منصبه رئيسَ تحرير مجلة "Cryptographic Engineering" (الهندسة التشفيرية)، التي تصدر عن دار النشر الأكاديمية الألمانية-البريطانية Springer Nature منذ عام 2011، كما جرى استبعاده من مجلس إدارة مؤتمر CHES (أجهزة التشفير والأنظمة المضمَّنة)، أحد أبرز المؤتمرات العالمية في المجال.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال البروفيسور كوتش إن سبب فصله يعود إلى دعمه للفلسطينيين، ورفضه للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في غزة. وقال: "أنتم تعرفون سبب فصلي، فأنا أدعم حقوق الفلسطينيين وأفتخر بذلك، لا أحد يستطيع أن يغيرني".
وأوضح كوتش أن إدارة المجلة اتصلت به، وأعربت عن "انزعاجها من منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي"، ما دفعهم إلى اتخاذ قرار فصله. وأكد أن هذه الإقالة جرت بشكل "غير قانوني"، مشدداً على أنه لا يسعى إلى أن يكون شخصية سياسية، لكن ما حدث له "كان ظلماً".
وأضاف: "لست الوحيد، فهناك آخرون فُصلوا من مؤسسات كبرى مثل الـBBC، وجامعتي كولومبيا وهارفارد.. ما تفعله ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة في هذا السياق يجري بعنف شديد".
وأوضح المهندس التركي أن عرقلة الحريات الأكاديمية بسبب الدعم لفلسطين، ستكون لها عواقب وخيمة، ووصف الدول التي تستمر في هذا الوضع بأنها "مثل سيارة تقترب من الاصطدام بجدار".
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وتهجير مئات الآلاف في ظروف إنسانية كارثية، رغم نداءات دولية وأحكام صادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف المجازر.