أفادت بذلك الوزارة في "التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، وقالت: "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 46 شهيداً، منهم 31 شهيداً جديداً، و15 شهيداً انتشالاً، و73 مصاباً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".
وذكرت أن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ (استئناف إسرائيل الإبادة في) 18 مارس/آذار 2025 بلغت ألفين و780 شهيداً، و7 آلاف و680 إصابة"، وأشارت إلى أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
استشهاد مدير مكافحة المخدرات
كانت وزارة الداخلية في غزة قد أعلنت استشهاد مدير شرطة مكافحة المخدرات عضو مجلس قيادة الشرطة أحمد القدرة، في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس جنوب القطاع فجر الثلاثاء.
وأدانت الوزارة، في بيان: "هذه الجريمة التي تأتي في سياق مسلسل الاستهداف المستمر لجهاز الشرطة والمنظومة الأمنية في قطاع غزة"، وأكدت مواصلة أجهزتها الأمنية والشرطية أداء واجباتها في "حفظ الأمن الداخلي" في غزة.
12 شهيداً بينهم صحفي
في السياق نفسه، ارتفع عدد الشهداء إلى 12 فلسطينياً جراء القصف الإسرائيلي وإطلاق النيران المستمر منذ فجر اليوم الثلاثاء.
وفي أحدث التطورات، أفاد مصدر طبي باستشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وقال المصدر إن فلسطينياً استُشهد متأثراً بإصابته في قصف إسرائيلي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة فجراً.
وفجر الثلاثاء، قال مصدر طبي، إن 3 فلسطينيين من عائلة واحدة استُشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف خيمة في منطقة العامودي غربي بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وأضاف المصدر أن الشاب محمد الجعبري استُشهد متأثراً بإصابته في قصف إسرائيلي سابق على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأوضح شهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بشكل متواتر حيي التفاح والشجاعية شرقي مدينة غزة وسط إطلاق آليات الجيش النار بكثافة، وأكد الشهود أن جيش الاحتلال الإسرائيلي واصل عملية نسف مبانٍ سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة.
وفي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، قالت وزارة الصحة في بيان صباح الثلاثاء، إن فلسطينيَّين استُشهدا؛ أحدهما صحفي، وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف بشكل مباشر مبنى الجراحات في مجمع ناصر الطبي.
وسبق أن قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، إن جيش الاحتلال "اغتال الصحفي حسن اصليح باستهدافه في قصف على مجمع ناصر الطبي في أثناء تلقيه العلاج"، ما رفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 215.
وأشار شهود عيان إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليات نسف مبانٍ سكنية في مدينة رفح.
تأثير الجوع على جيل كامل
في سياق متصل، قال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الثلاثاء، إن معدلات سوء التغذية في غزة ترتفع، وحذَّر من أن الجوع يمكن أن يؤثر بشكل دائم على "جيل كامل".
وذكر بيبركورن أنه رأى أطفالاً في مراكز طبية يبدون أصغر من سنهم بسنوات، وزار أيضاً مستشفى في شمال غزة تبيَّن أن 11% من الأطفال الذين جرى فحصهم به يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقال في مؤتمر صحفي عبر رابط فيديو من دير البلح: "ما نراه هو ازدياد سوء التغذية الحاد بشكل عام. لقد رأيت طفلاً عمره خمس سنوات ويمكن للمرء أن يقول إن عمره عامان ونصف"، وأضاف: "من دون توفير التغذية والمياه النظيفة والرعاية الصحية سيتضرر جيل كامل بشكل دائم"، وحذَّر من تدهور الأحوال الصحية والتقزم وضعف النمو الإدراكي.
وأضاف بيبركورن أن منظمة الصحة العالمية، وبسبب الحصار، ليس لديها إلا مخزونات تكفي لعلاج 500 طفل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو جزء ضئيل فقط من الاحتياجات. وتابع، نقلاً عن إحصاءات وزارة الصحة في غزة، أن 55 طفلاً توفوا بالفعل بسبب سوء التغذية الحاد.
وأشار إلى أنه رأى كثيراً من الأطفال في المستشفيات مصابين بأمراض مثل التهاب المعدة والأمعاء والالتهاب الرئوي، التي قد تُنهي حياتهم نظراً إلى انخفاض مناعتهم بسبب الجوع، وقال: "عادةً لا يموت المرء من الجوع، بل يموت من الأمراض المرتبطة به".
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية-قطرية وإشراف أمريكي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصَّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية، استجابةً للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس/آذار الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين في منازل وخيام تؤوي نازحين فلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعمٍ أمريكي مطلق، إبادةً جماعية بحق الفلسطينيين في غزة تترافق مع حصار خانق أدخل القطاع في ظروف إنسانية متردية غير مسبوقة.