وأضاف باراك في لقاء مع قناة “إن تي في” التركية أمس الاثنين: "لا شك في ذلك، ولكن الأهم من كونها حليفاً كبيراً للناتو هو أن لها أهمية إقليمية بالغة بدأنا نلمسها في قضية أوكرانيا وروسيا، كما رأيناها في سوريا".

وأشار السفير الأمريكي إلى وجود علاقة جيدة جداً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترمب، مؤكداً أنه يسعى إلى تعزيز هذه العلاقة.

وبخصوص المفاوضات التي تستضيفها إسطنبول، قال باراك: "أعتقد أن تركيا تلعب دوراً محورياً، ولها علاقة تقليدية مع كل من روسيا وأوكرانيا، وهذا يسمح لها بأن تكون وسيطاً مهماً في إقامة حوار على الأقل".

وكانت إسطنبول قد استضافت يوم أمس الاثنين، جولة ثانية من المحادثات الروسية الأوكرانية الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2022، وشارك في الاجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى جانب الوفد الروسي برئاسة فلاديمير ميدينسكي مستشار الرئيس، والوفد الأوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف.

وفي 15 و16 مايو/أيار الماضي، استضافت إسطنبول مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل 2000 أسير بين البلدين.

وتشن روسيا منذ 24 فبراير/شباط 2022 هجوماً عسكرياً على أوكرانيا، وتربط إنهاء الحرب بتخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا "تدخلاً" في شؤونها.

الوجود الأمريكي في سوريا يتراجع

وفي السياق السوري، أكد باراك، الذي يشغل أيضاً منصب المبعوث الأمريكي إلى سوريا، أن سياسات دمشق الحالية لن تكون قريبة من السياسات التي اتبعت خلال المئة عام الماضية.

وأشار إلى أن الاتفاقيات التاريخية في الشرق الأوسط نابعة من محاولات الغرب إملاء مستقبل المنطقة، مدفوعاً بالسعي للسيطرة على النفط.

ورداً على سؤال حول نية الولايات المتحدة سحب جنودها من سوريا، أوضح السفير أن عدد القواعد العسكرية الأمريكية هناك انخفض من 8 إلى 5، ثم 3، وصولاً إلى قاعدة واحدة فقط.

وأضاف: "إنهم يعيشون حالياً تحت حماية القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم). أستطيع القول إنه ما لم يوجد تعاون كبير وعظيم، فإن تعاوننا سيتلاشى مع مرور الوقت. هناك ضغط كبير على الجميع للتوصل إلى اتفاق".

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، بينها 53 عاماً من حكم أسرة الأسد. وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيساً للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر خمس سنوات.