وقال رئيس حماس في قطاع غزة خليل الحية في كلمة مسجّلة إن التعديلات التي قدمتها الحركة على مقترح ويتكوف جاءت "لضمان عدم عودة الاحتلال إلى الغدر والقتل والاجتياح وفرض النزوح، وضمان دخول المساعدات والإغاثة لشعبنا بشكل كريم".
وشدد الحية على استعداد حماس للانخراط في جولة مفاوضات جديدة وجديّة بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم، مشيراً إلى أن الاتصالات مع الوسطاء لا تزال مستمرة.
وفي السياق، أعلن الحية أن الحركة جاهزة لتسليم الحكومة في غزة فوراً لأي جسم فلسطيني وطني مهني يجري التوافق عليه.
وأضاف: "نقوم بجهد متواصل مع الأطراف كافة للوصول إلى اتفاق يستند إلى موقف قوي متمسك بالحقوق والمطالب الأساسية لشعبنا، ويؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة، وتقديم الإغاثة الفورية، وإنهاء الحصار".
وأشار إلى أن العقبة الرئيسية أمام التوصل لاتفاق هي حكومة إسرائيل، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، "الذي لا يريد وقف الحرب أو إنهاءها، لدوافع شخصية وأيديولوجية".
وأوضح أن حماس تعاملت بإيجابية ومرونة مع مختلف المقترحات، وقال: "وافقنا على معظم العروض منذ تجدد العدوان في مارس/آذار الماضي، بما في ذلك عرض الوسطاء بنهاية مارس/آذار الذي نصّ على تسليم خمسة من الأسرى والدخول في المرحلة الثانية من اتفاق يناير/كانون الثاني، لكن الاحتلال رفضه".
وتابع الحية: "قدمنا بعدها رؤية الحركة لصفقة شاملة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل وقف نهائي للحرب، لكن الاحتلال رفض المقترح مجددا".
ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية-قطرية وإشراف أمريكي.
وبينما التزمت حماس بنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
ومساء الأربعاء، أفشلت الولايات المتحدة مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولرفع القيود التي تفرضها إسرائيل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى نحو 2.4 مليون فلسطيني.
ورغم تصويت 14 دولة من أصل 15 لصالح المشروع الذي صاغته الجزائر، استخدمت واشنطن سلطة "الفيتو" لإحباطه.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.