وقال الشيخ صبري في بيان اليوم الاثنين إنّ "اليمين المتطرف بات يهيمن على الحكومة الإسرائيلية، ويمضي في تنفيذ مخططاته ضد المسجد الأقصى دون أي رادع"، مضيفاً أن "الخذلان لفلسطين تجاوز كل الحدود، في ظل غياب ردود فعل تتناسب مع حجم الجرائم المرتكبة".
وأوضح أن الأقصى يشهد اقتحامات يومية من قِبل المستوطنين تحت حماية عسكرية مشددة، مشدداً على أن "تلك الاقتحامات لا تمنح الاحتلال أو مستوطنيه أي شرعية أو حق، فالمسجد الأقصى للمسلمين بقرار رباني لا يقبل التفاوض".
وأكد الشيخ صبري أن ما يحدث في الأقصى لم يعُد خافياً على أحد، وأن "الاحتلال يمعن في تنفيذ سياسة تهدف إلى تفريغ المسجد من مصلّيه، من خلال منع الفلسطينيين من دخوله، مقابل تسهيل اقتحامات المستوطنين وتوفير الحماية الكاملة لهم".
كما حذر من محاولات الاحتلال "خنق أي صوت معارض، والتضييق على المقدسيين، وفرض إجراءات عقابية ممنهجة بحق أهالي القدس، بهدف كسر إرادتهم وثنيهم عن الدفاع عن المسجد الأقصى".
وختم الشيخ عكرمة صبري حديثه بالإشادة بكل الشعوب الحرة التي ترفض الاعتداءات على المقدسات الإسلامية، موجهاً التحية إلى الإعلاميين والصحفيين الذين ينقلون الصورة الحقيقية لما يجري في القدس، داعياً إلى موقف دولي حقيقي بحجم التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك.
وقبل ساعات، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير برفقة مسؤولين وأكثر من 1400 مستوطن إسرائيلي باحات الأقصى، وفق ما ذكرته دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وجرى الاقتحام من باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، تزامناً مع ذكرى احتلال القدس الشرقية عام 1967 وفق التقويم العبري.
وتعليقاً على ذلك قالت الخارجية الفلسطينية في بيان: "نُدين بأشد العبارات الاقتحام الاستفزازي الذي نفذه الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير لباحات المسجد الأقصى المبارك"، ونددت أيضاً برفع علم إسرائيل في ساحات الأقصى و"الاستفزازات التي قام بها مستوطنون متطرفون خلال ما تسمى مسيرة الأعلام في القدس".
وفي مقطع فيديو صوره في باحات الأقصى ونشره على إكس، قال بن غفير: "عدد كبير من اليهود يتدفقون إلى هنا، ومن الممتع أن نرى ذلك"، وتابع أنه رافقه في الاقتحام وزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست من حزب القوة اليهودية إسحاق كرويزر.
فيما قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، إنّ 1427 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى في الفترة الصباحية على شكل مجموعات بحراسة ومرافقة الشرطة الإسرائيلية، وأضافت أن المزيد قد يقتحمون المسجد في فترة ما بعد الظهيرة.
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة دعت لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، في ذكرى احتلال القدس الشرقية (وفق التقويم العبري) ورفع العلم الإسرائيلي خلال الاقتحامات.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ عام 2003، تسمح شرطة الاحتلال الإسرائيلية أحادياً للمستوطنين باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي من المسجد، حيث تتكثف الاقتحامات بشكل ملحوظ في أيام الأعياد والمناسبات اليهودية.
وتطالب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، بوقف الاقتحامات، ولكن دون استجابة من السلطات الإسرائيلية، ويقول الفلسطينيون إنّ إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
وتتزايد التوترات في ظل حرب إبادة إسرائيلية متواصلة على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما خلّف أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.