جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الشيباني بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في قصر تشرين بالعاصمة دمشق، نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وأكد الشيباني خلال المؤتمر أن "رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية سينعكس إيجاباً على سوريا والمنطقة".
وأشار إلى أن "إزالة العقوبات تعبر عن الإرادة الاقليمية والدولية في دعم سوريا"، مؤكداً أن لدى "الشعب السوري اليوم فرصة تاريخية ومهمة جداً لإعادة بناء بلده".
وأضاف الشيباني: "الخطة اليوم أن نستفيد من رفع العقوبات. من يريد أن يستثمر في سوريا فالأبواب مفتوحة، من يريد أن يتعاون مع سوريا فليس هناك من عقوبات".
وفي 16 مايو/أيار الجاري، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها تعمل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لتنفيذ توجيهات الرئيس ترمب بشأن رفع العقوبات عن سوريا التي بدأت في عام 1979 وأصبحت أكثر شمولاً مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
فيما قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في وقت سابق الثلاثاء، إن الاتحاد ليس لديه خيار سوى رفع العقوبات التي فرضها في 2011 على سوريا.
الاعتداءات الإسرائيلية
وفي حديثه عن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، قال الشيباني إنها لا تهدد بلاده فقط إنما جميع المنطقة، معتبراً أنها تمثل "انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية".
وذكر أن سوريا تتواصل مع الولايات المتحدة وأوروبا وجميع الدول من أجل "إلزام إسرائيل تنفيذ اتفاق عام 1974"؛ وهي اتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) جرى توقيعها مع إسرائيل في 31 مايو/أيار 1974، وأنهت حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.
وثمّن الشيباني موقف الأردن الرافض للتدخلات الإسرائيلية في سوريا "والتي تهدد المنطقة بأسرها".
التعاون مع الأردن
وقال الشيباني إن سوريا وقّعت "اتفاقية لإحداث مجلس تنسيقي أعلى لتعزيز العمل المشترك" مع الأردن بما يخدم مصالح البلدين، دون الإشارة إلى زمن، وأوضح أن تهديدات أمنية مشتركة تواجه سوريا والأردن، مشدداً على أن العلاقة بين البلدين "تبشر بازدهار".
وأضاف: "التنسيق الاقتصادي مع الأردن بدأ منذ اليوم الأول بعد التحرير وكان حريصاً أكثر منا عليه وسيساعد رفع العقوبات عن سوريا بتعزيز هذا التعاون في مجالات النقل والطاقة وكل المجالات".
ونقلت "سانا" عن الصفدي قوله خلال المؤتمر، إن بلاده حريصة على تعزيز علاقاتها مع سوريا عبر "تعاون شامل".
وأضاف في هذا الصدد: "نحن هنا بتوجيه من الملك عبدالله الثاني لبناء علاقات تكامل مع سوريا، واليوم هو يوم إنجاز مهم واتفقنا على خريطة طريق لتفعيل التعاون في مجالات الطاقة والنقل والمياه والصحة".
وعد الصفدي الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بمثابة "الاعتداء على الأردن"، مؤكداً ضرورة احترام إسرائيل سيادة سوريا وإنهاء احتلالها لأراضيها.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما احتلت "جبل الشيخ" الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى بنحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 متراً.
وفي 8 ديسمبر/كانون الثاني 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 سنة من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيساً للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.