وأوضحت ألبانيزي، في منشور على منصة "إكس" اليوم الاثنين، أن اعتراض السفينة "مادلين" من قوات الاحتلال ومصادرتها في المياه الدولية يتطلب توضيحاً رسمياً من السلطات الإسرائيلية، مشددة على ضرورة أن تسعى بريطانيا بشكل عاجل للحصول على هذا التوضيح وضمان الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها. وأكدت أن السفينة كانت في مهمة إنسانية مشروعة ويجب السماح لها بمواصلتها نحو قطاع غزة.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت، في وقت سابق، أن جيش الاحتلال سيطر على السفينة "مادلين" في أثناء توجهها إلى غزة، وجرى اقتيادها إلى إسرائيل، مع نية ترحيل النشطاء الموجودين على متنها إلى بلدانهم.
من جهته، أعلن "ائتلاف أسطول الحرية" صباح الاثنين، أن جيش الاحتلال "اختطف" المتطوعين الدوليين على متن السفينة خلال محاولتهم كسر الحصار المفروض على غزة. كما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن البحرية الإسرائيلية بدأت عملية السيطرة على السفينة واعتقلت 12 ناشطاً كانوا على متنها، تمهيداً لترحيلهم، وأن السفينة تُسحب حالياً باتجاه ميناء أسدود.
وحسب بث مباشر من السفينة قبل اقتحامها، أفاد المتضامنون بأن زوارق إسرائيلية كانت تطوق السفينة، بينما طالبهم الجنود برفع أيديهم، في وقت حلقت طائرات مسيَّرة وألقت مادة بيضاء غير معروفة على متن السفينة.
وكانت إسرائيل قد حذرت في وقت سابق من السماح للسفينة بالوصول إلى شواطئ غزة، معتبرة ذلك محاولة "غير قانونية" لكسر الحصار البحري، وفق ما جاء في بيان لوزارة خارجيتها. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه أصدر تعليمات للجيش لمنع السفينة من الوصول إلى القطاع.
حماس: إرهاب دولة منظم
من جانبها، أدانت حركة "حماس" ما وصفته بـ"جريمة القرصنة" التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية باعتراض سفينة "مادلين" في المياه الدولية، ومنعها بالقوة من الوصول إلى غزة واقتيادها إلى ميناء أسدود، واحتجاز مَن كانوا على متنها.
ورأت الحركة في بيان، أن اعتراض السفينة، ومنعها من إيصال مساعدات رمزية إلى سكان القطاع، يشكّل "إرهاب دولة منظّماً" وانتهاكاً للقانون الدولي، واعتداءً على متطوعين مدنيين تحركوا بدافع إنساني. واعتبرت أن "مادلين" ومعها قوافل الصمود البرية القادمة من عدة دول، تمثل امتداداً للتضامن الشعبي والإنساني مع غزة، ودليلاً على فشل الدعاية الإسرائيلية.
وطالبت الحركة بالإفراج الفوري عن المتضامنين، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة الحادث والتحرك العاجل لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
في سياق متصل، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم الاثنين، إن توترات برزت بين الجيش الإسرائيلي وكبار المسؤولين الحكوميين بشأن السفينة مادلين، فيما اعتبر قائد سابق للبحرية الإسرائيلية أن اعتراض السفينة "مادلين" كان خطوة غير ضرورية، مؤكداً أنه كان من الأولى التعامل مع الحادث بوصفه ملفاً دبلوماسياً، لأن وصول السفينة "مادلين" كان حدثاً سياسياً بحتاً، وقد فشلت إسرائيل في التعامل معه.
تجدر الإشارة إلى أن السفينة "مادلين" كانت تقل 12 شخصاً، من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام. كما تعرضت في مايو/أيار الماضي سفينة "الضمير"، التابعة للجنة الدولية لكسر الحصار، لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية في أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، مما تسبب في أضرار هيكلية واشتعال النيران في مقدمتها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل هجوماً عسكرياً واسع النطاق على قطاع غزة، خلّف أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، وسط دمار واسع ومجاعة أودت بحياة عديد من الفلسطينيين، رغم التحذيرات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات.