ونقلت الصحيفة عن ساعر قوله إن "أي خطوات أحادية ضدّ إسرائيل ستقابَل بخطوات أحادية منها"، في إشارة إلى نية تل أبيب الردّ بضمّ أراضٍ فلسطينية حال الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ساعر هدّد الدول التي تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بأن هذه الخطوة ستقابَل بضمّ أحاديّ من إسرائيل لمستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن.
وقالت "يسرائيل هيوم" إن هذا التحذير يأتي في ظلّ الجهود التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعقد مؤتمر دولي في نيويورك منتصف يونيو/حزيران المقبل، بهدف حشد اعترافات دولية بدولة فلسطينية، بدعم من السعودية.
وذكرت مصادر دبلوماسية للصحيفة، أن ماكرون يسعى لأن يكون 18 يونيو/حزيران موعداً لإعلانات رسمية من عدة دول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، التي اتهمت الرئيس الفرنسي بـ"الخداع"، مدعية أنه أبلغ تل أبيب مسبقا بعدم اتخاذ هذه الخطوة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنها لن تشارك في المؤتمر، لكنها لن تمارس ضغوطا علنية على الدول الأخرى لثنيها عن المشاركة.
في سياق متصل، أصاب جيش الاحتلال، مساء الأحد، فلسطينيين خلال اقتحامه قرية قريوت شمالي الضفة الغربية المحتلة، بينما اعتدى مستوطنون إسرائيليون بالضرب على فلسطينيّ بالخليل جنوبي الضفة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن قوة إسرائيلية اقتحمت قرية قريوت جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة "ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين الذين تصدوا للاقتحام". وأوضحت أن "جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، ما أدى لإصابات بالاختناق في صفوف المواطنين".
وجنوبي الضفة، قال أسامة مخامرة الناشط في متابعة انتهاكات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين جنوب مدينة الخليل إن "مستوطنين يرتدون زي جيش الاحتلال قاموا بالاعتداء على المواطن إبراهيم النواجعة بمَسافِر يطا".
وذكر مخامرة أن "المستوطنين ألقوا المواطن النواجعة أرضا ثم قاموا بتكبيل يديه وضربه قبل اقتياده إلى مكان غير معلوم، ثم الإفراج عنه لاحقا مصابا برضوض في أنحاء جسده".
وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، ويأمل الفلسطينيون بتحقيق مزيد من الاعترافات خلال مؤتمر نيويورك. وفي 20 يوليو/ تموز 2024، قالت محكمة العدل الدولية إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني" مشددة على أن للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير"، وأنه "يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".
ووفق تقارير فلسطينية، فإن "عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية".
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 960 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 16 ألفا و400، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.