وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الاثنين، أنها طالبت تل أبيب بإعادة مواطنيها الستة الذين كانوا على متن السفينة، مؤكدة في بيان أنها طلبت "الحماية القنصلية" لهم، وتواصلت مع السلطات الإسرائيلية بهذا الشأن.
كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بيان صادر عن قصر الإليزيه، الحكومة الإسرائيلية إلى السماح بعودة المواطنين الفرنسيين، رغم تأكيد البيان أن السلطات الفرنسية كانت حذرتهم مسبقاً من المشاركة.
في السياق ذاته، استدعت وزارة الخارجية الإسبانية القائم بأعمال سفارة إسرائيل في مدريد، دان بوراز، احتجاجاً على اعتراض السفينة في المياه الدولية. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن الخطوة الإسبانية جاءت عقب اعتراض "مادلين" خلال فجر الاثنين دون صدور تعليق إسرائيلي رسمي حتى لحظة إعداد الخبر.
من جهته، قال السفير الألماني لدى إسرائيل، ستيفن سيبرت، عبر منشور في منصة "إكس"، إن بلاده على تواصل مع تل أبيب بشأن السفينة، موضحاً أن جميع الركاب نُقلوا إلى إسرائيل وهم بخير، وتلقوا أوامر بمغادرة البلاد. وأضاف أن ألمانيا عرضت المساعدة القنصلية لمواطن ألماني واحد كان ضمن النشطاء.
وفي تطور آخر، أدانت جمهورية شمال قبرص التركية العملية بشدة، واصفة إياها بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان".
وقال الرئيس أرسين تتار، إن اعتراض السفينة في أثناء إبحارها في المياه الدولية وإطلاق النار على المتضامنين يعد "عملاً إرهابياً"، داعياً إلى الإفراج الفوري عن الناشطين المعتقلين.
كما أدان رئيس البرلمان ضياء أوزتوركلر الهجوم الإسرائيلي على السفينة ووصفها بأنها "اعتداء على القيم الإنسانية" ومؤكداً أن الهجوم مخالف للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية.
وقال: "سنواصل وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني. نتمنى أن تمتثل الحكومة الإسرائيلية لمعايير القانون الدولي وأن توقف هذه الهجمات على المدنيين والمبادرات المدنية في أقرب وقت".
وفجر الاثنين، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة "مادلين" التي تقل ناشطين دوليين ومتضامنين مع قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه.
وسبق الاقتحام، بث مباشر للمتضامنين من على متن السفينة، أفادوا خلاله بأن زوارق إسرائيلية كانت تحيط بها، بينما كان جنود إسرائيليون يطالبون المتضامنين برفع أيديهم.
ويأتي الاقتحام بعد ساعات من تحذيرات إسرائيلية بمنع السفينة من الوصول إلى شواطئ قطاع غزة، واعتبارها محاولة "غير قانونية" لكسر الحصار البحري، وفق بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
وكانت السفينة "مادلين" تقل 12 شخصاً، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، وسبق أن تعرضت سفينة أخرى تابعة أيضاً للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وهي سفينة "الضمير"، لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية في 2 مايو/أيار الماضي، في أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.