وأوضح المكتب في بيان "استشهاد 32 فلسطينياً وإصابة أكثر من 250 آخرين، منذ فجر الأحد، بينهم عشرات الحالات الخطيرة، في مدينة رفح (جنوب) ووسط القطاع".
وذكر أنه خلال الأيام الماضية قتل الجيش الإسرائيلي 17 فلسطينياً، في المناطق ذاتها، خلال توزيع المساعدات.
وأضاف أن "إجمالي الضحايا بلغ 49 شهيداً و305 مصابين، في مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال بمركزَي ما يسمى بالمساعدات، منذ بدء العمل بهما في 27 مايو/أيار الجاري".
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحي بشكل مباشر من آلياتها وطائرات "كواد كابتر" المسيرة، صوب المواطنين في أثناء توجههم لتسلم مساعدات إنسانية من نقطة توزيع مواصي رفح جنوب القطاع، محولة مراكز توزيع المساعدات إلى مصائد للقتل الجماعي، ما أدى إلى استشهاد 32 مواطناً على الأقل وإصابة 250 آخرين.
وذكر شهود عيان أن آلاف الفلسطينيين احتشدوا منذ ساعات الفجر الأولى أمام نقطة توزيع مساعدات تديرها شركة أمريكية، في محاولة للحصول على مواد غذائية وإنسانية. وحسب إفاداتهم، دوت انفجارات أعقبها إطلاق نار كثيف، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال ومُسنون.
وقال أحد الشهود: "بدأ الناس يتجمعون عند الرابعة فجراً، ثم فجأة سمعنا إطلاق نار وانفجارات. رأيت جثثاً على الأرض، ولم نكن نعرف من أين تأتي النيران". وأضاف شاهد آخر أن المشهد كان فوضوياً وأن الجرحى نُقلوا إلى المستشفيات بعربات تجرها الدواب بسبب تعذّر وصول سيارات الإسعاف نتيجة القصف.
كما وصف الشهود الوضع بأنه "مروع"، إذ اختلطت صرخات المصابين بأصوات الانفجارات، وسط حالة من الذعر العارم في صفوف المدنيين.
من جانبه، قال مدير الإسعاف والخدمات الطبية في شمال غزة، فارس عفانة، لوسائل إعلام، إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع طواقم الإسعاف من الوصول إلى موقع القصف قرب مركز مساعدات أمريكية غرب رفح جنوبي القطاع لإغاثة الجرحى، مشيراً إلى وجود خطورة في عملية انتشال المصابين.
بدورها قالت الحكومة في غزة في وقت سابق من اليوم، إن "إسرائيل ارتكبت مجزرة جديدة بحق المدنيين الجوعى في مواقع توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية في رفح.
من جانبه، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الهجوم، واصفاً ما جرى بـ"مجزرة جديدة ضد المدنيين الجوعى"، واتهم جيش الاحتلال بتحويل نقاط توزيع المساعدات إلى "مصائد للقتل الجماعي". وأشار المكتب في بيان، إلى أن النقاط تُدار تحت إشراف شركة أمريكية-إسرائيلية، وبحماية من جيش الاحتلال، الذي يُتهم باستخدامها أداة لجمع المدنيين في مناطق مكشوفة لاستهدافهم.
ووصف البيان هذه الهجمات بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان"، محمّلاً إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية القانونية والأخلاقية عنها، وداعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، وفتح المعابر الإنسانية فوراً لتأمين ممرات لإيصال المساعدات.
في المقابل لم يصدر بعد أي تعليق رسمي عن جيش الاحتلال.
في سياق متصل، استُشهد مواطن وأُصيب 18 آخرون، منهم 3 أطفال، استهدفهم جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة للمساعدات في محيط محور "نتساريم”.
وأعلنت صحة غزة اليوم الأحد، وصول "37 شهيداً و136 مصاباً" إلى مستشفيات القطاع خلال آخر 24 ساعة جراء تواصل القصف الإسرائيلي، ما يرفع حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في 18 مارس 2025 إلى "4149 شهيداً و12 ألفاً و149 مصاباً"، ضمن "54 ألفاً و418 شهيداً و124 ألفاً و190 مصاباً" منذ 7 أكتوبر 2023”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
