وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم الثلاثاء، بأن 32 شهيداً وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي جراء قصف الاحتلال على مدينتي خان يونس ورفح، منذ فجر اليوم، بينهم عشرات الشهداء والمصابين جراء قصف الاحتلال وإطلاقه النار صوب آلاف المتوجهين إلى مركز للمساعدات غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
واستُشهد 27 فلسطينياً وأُصيب عشرات آخرون فجر الثلاثاء، بمجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق مئات المجوعين في أثناء محاولتهم الحصول على غذاء من أحد مراكز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفق وزارة الصحة.
وقالت الوزارة في بيان: "وصل إلى المستشفيات 27 شهيداً وعشرات المصابين بينهم حالات خطيرة جداً في حصيلة أولية لمجزرة الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الذين ينتظرون المساعدات في المنطقة المخصصة لتوزيعها في رفح".
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت النار تجاه مئات من الفلسطينيين المحاصرين بالجوع المتوجهين إلى مركز المساعدات، الذي يشرف عليه جيش الاحتلال برفح.
من جانبه، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات في رفح بزعم وجود "تحرك مشبوه" تجاه قواته.
وادعى في بيان أن قواته رصدت "عدداً من المشتبه بهم تحركوا نحو القوات متجاوزين الطرقات المعروفة"، وأنها "أطلقت النار بغية الإبعاد، وبعدما لم يبتعدوا أطلقت النار مجدداً قرب عدد من المشتبه بهم الذين واصلوا التقدم نحو القوات"، على حد ادعائه.
وتابع جيش الاحتلال قائلاً: "وردت تقارير عن وقوع إصابات، وتفاصيل الحادث قيد الفحص"، على حد زعمه.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوماً بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة توزيع مساعدات مشبوهة عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة.
ويجري توزيع المساعدات في ما تُسمى "مناطق عازلة" وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط، إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، ما دفع قوات الاحتلال إلى إطلاق النار، مخلفة شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
كما أن الكميات الموزعة توصف بأنها شحيحة ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجائعين في القطاع.
وتتم عملية التوزيع وفق آلية وُصفت من منظمات حقوقية وأممية بأنها "مُهينة ومُذلة"، إذ يُجبر المحتاجون على المرور داخل أقفاص حديدية مغلّفة بأسلاك شائكة، في مشهد شبّهه مراقبون بممارسات "الغيتوهات النازية" في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
وأقرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن هذا المخطط يهدف إلى تسريع إخلاء سكان شمال القطاع، من خلال حصر توزيع المساعدات في 4 نقاط تقع جنوب غزة.
في المقابل، حذرت "حكومة غزة" ومنظمات حقوقية مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف/غير حكومي) من أن ذلك يأتي تمهيداً لتهجير الفلسطينيين وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.