وأفادت مصادر طبية بأن عدد الشهداء الفلسطينيين، جراء تواصل الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ فجر الثلاثاء، ارتفع من 36 إلى 55، بينهم 19 من المُجوَّعين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية.
وقالت المصادر إن 19 فلسطينياً استُشهدوا وأُصيب أكثر من 200 آخرين جراء قصف مدفعي وإطلاق نار من جيش الاحتلال الإسرائيلي على منتظري المساعدات عند محور "نتساريم" وسط قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن "طائرات مسيّرة إسرائيلية من نوع كواد كابتر أطلقت النار باتجاه منتظري المساعدات قرب محور نتساريم جنوب مدينة غزة، فيما أطلقت المدفعية الإسرائيلية عدة قذائف تجاه الجوعى، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات".
وأضافوا أن الشهداء والجرحى نُقلوا إلى مستشفيات وسط القطاع ومدينة غزة عبر "عربات تجرها حيوانات، وحُمِلوا على أكتاف الجوعى المنهكين"، وصولاً إلى مواقع وجود مركبات الإسعاف.
والأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد ضحايا "فخاخ" المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية إلى 125 شهيداً و736 مصاباً و9 مفقودين، منذ 27 مايو/أيار الماضي.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بأن 12 فلسطينياً استُشهدوا في غارات إسرائيلية متفرقة على جباليا البلد شمال القطاع، ووصلت جثامينهم إلى المشفى.
وقال شهود عيان إن عشرات الفلسطينيين استُشهدوا وأُصيبوا في قصف إسرائيلي استهدف منازل عدة في جباليا البلد.
وفي خان يونس جنوب القطاع، استُشهد 3 فلسطينيين جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين قرب بئر 19 في منطقة المواصي غربي المدينة، وفق مصدر طبي.
أما وسط القطاع، فقد تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال جثمان فلسطيني استُشهد في غارة إسرائيلية شرق مخيم المغازي.
كما استُشهد شاب فلسطيني متأثراً بإصابته في استهداف إسرائيلي سابق بمنطقة البركة جنوب دير البلح (وسط).
استهداف الصحفيين
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان اليوم الثلاثاء، ارتفاع "عدد الشهداء من الصحفيين إلى 227 منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد الإعلان عن استشهاد الصحفي مؤمن محمد أبو العوف الذي يعمل مصوراً صحفياً مع عدة وسائل إعلام".
وأوضح المكتب الإعلامي أن أبو العوف "استُشهد هو وثلاثة من رجال الإسعاف خلال مهمة إنسانية شرق مدينة غزة".
وأدان "بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج"، داعياً الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، وكل المكونات الصحفية في كل دول العالم إلى "إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة".
والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 226 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد استشهاد الصحفي أحمد قلجة متأثراً بجراح أُصيب بها بقصف إسرائيلي السبت.
"محو الحياة الفلسطينية في غزة"
في السياق ذاته، قالت المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، في بيان اليوم الثلاثاء: "نشهد تزايد الدلائل على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة".
وأضافت: "استهداف إسرائيل للحياة التعليمية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني سيضر بالأجيال الحالية والأجيال القادمة ويقوض حقهم في تقرير المصير".
وقالت لجنة خبراء بالأمم المتحدة، ترأسها بيلاي، في تقرير، إن إسرائيل دمرت أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات وأكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في غزة.
وأضافت: "ارتكبت القوات الإسرائيلية جرائم حرب منها توجيه هجمات ضد المدنيين والقتل العمد في هجماتها على المرافق التعليمية.. وبقتل المدنيين الذين لجؤوا إلى المدارس والمواقع الدينية، ارتكبت قوات الأمن الإسرائيلية جريمة ضد الإنسانية بالإبادة".
وخلص التقرير إلى أن الضرر الذي لحق بالنظام التعليمي الفلسطيني لم يقتصر على غزة، إذ أشار إلى تزايد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، إلى جانب مضايقة الطلاب وهجمات المستوطنين هناك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي- إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.