وقالت هيئة البث العبرية الرسمية: "يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية جلسة حاسمة مساء اليوم لبحث مستقبل العمليات في غزة، وسط توقّف المفاوضات مع حماس وعدم تحقق التقدّم المرجو في صفقة التبادل، رغم الضغوط الميدانية".

ويأتي انعقاد الاجتماع وسط تباين في وجهات نظر الوزراء بين مطالب بحرب شاملة، ومؤيد لتصعيد تدريجي لتحسين شروط التفاوض مع حركة حماس واستعادة المحتجزين الإسرائيليين من القطاع، وفق الهيئة.

وأشارت إلى أن إسرائيل "كانت تأمل أن يؤدي استئناف العمليات العسكرية ووقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى ليونة في موقف حماس واستعداد لقبول مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، حتى إنّ الحكومة كانت مستعدّة لقبول صيغة جزئية تُفضي إلى إطلاق سراح 7 إلى 11 أسيراً حياً مقابل تنازلات كبيرة".

وتابعت: "مع أن حماس أظهرت بعض مؤشرات المرونة، فإنها رفضت المقترح رسمياً، ومنذ نهاية الأسبوع توقفت المفاوضات فعلياً".

ومقابل تعنت وتهرُّب تل أبيب، أعلن القيادي في حماس، خليل الحية، قبل أيامٍ استعداد الحركة للبدء فوراً بـ"مفاوضات الرزمة الشاملة" لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الإبادة والانسحاب الكامل من القطاع.

وقالت الهيئة: "في ظل الجمود في المفاوضات، تسود قناعة لدى الحكومة بأن السبيل الوحيدة لإحداث تغيير هي تصعيد الضغط العسكري، لكن تبرز داخل الكابينت تباينات حادة بشأن كيفية تنفيذ ذلك".

وأضافت: "يرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ومعظم وزراء (حزب) الليكود (يتزعمه نتنياهو) ضرورة مواصلة الضغط التدريجي، على أمل أن تُجبر حماس مع الوقت على تقديم تنازلات".

وأضافت: "في المقابل، يطالب وزيرا ’الصهيونية الدينية’، بتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك بالعودة الفورية إلى حرب شاملة بهدف حسم المعركة نهائياً، كما ورد في أهداف الحرب المعلنة منذ بدايتها".

وتابعت الهيئة: "الاجتماع المرتقب هذا المساء سيُحسم على الأرجح بين هذين التوجهين، مع احتمالية اعتماد صيغة وسطية، وسيكون لموقف الجيش دور حاسم في المداولات".

في الأثناء، تدعو عائلات المحتجزين ونحو 142 ألف إسرائيلي إلى إبرام اتفاق شامل لإعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة ولو مقابل وقف الحرب على غزة، لكن الحكومة ترفض هذه الدعوات وتصرّ على أن بإمكانها دفع حماس للقبول بموقفها بالضغط العسكري الذي يشمل هجمات جوية واسعة.

وأكدت حركة حماس مراراً جاهزيتها لتسليم جميع المحتجزين دفعة واحدة، لكن نتنياهو يماطل عبر البحث عن صفقات جزئية تبقي حرب الإبادة متواصلة، وفق المعارضة الإسرائيلية وعائلات المحتجزين.

وبنهاية 1 مارس/آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي بوساطة مصرية-قطرية ودعم أمريكي، والتزمته الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة بغزة في 18 مارس/آذار، استجابة للجناح الأشد تطرفاً في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.