وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل حرب الإبادة في 18 مارس/آذار الماضي إلى 4 آلاف و649 شهيداً و14 ألفاً و574 مصاباً. وأضافت: “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 54 ألفاً و927 شهيداً و126 ألفاً و615 مصاباً”.

كما أعلنت صحة غزة ارتفاع حصيلة ضحايا "المساعدات" الأمريكية-الإسرائيلية إلى 127 شهيداً و1287 مصاباً منذ 27 مايو/أيار الماضي بعد استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة 99 آخرين الاثنين”.

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن ثمانية مواطنين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال في مدينة رفح، بعدما فتحت النار على فلسطينيين جائعين في أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية قرب أحد المراكز غرب المدينة.

وأفاد مستشفى العودة بوصول 28 مصاباً إثر قصف إسرائيلي استهدف منطقة قرب مركز توزيع مساعدات في محيط حاجز نتساريم وسط القطاع، وهو ذات الموقع الذي قصفه الاحتلال يوم أمس، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين.

وفي بيان صدر أمس الأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد ضحايا ما وصفه بـ"فخاخ المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية" ارتفع إلى 125 شهيداً و736 مصاباً و9 مفقودين، منذ 27 مايو/أيار. وأكد البيان أن مراكز توزيع المساعدات التي تقام في مناطق عسكرية خاضعة لسيطرة الاحتلال وشركات أمنية أمريكية خاصة تحوّلت إلى "فخاخ دموية تُستدرج إليها الحشود الجائعة لاستهدافها بالرصاص والمتفجرات".

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية تسببت باستشهاد 130 فلسطينياً وإصابة ألف آخرين. وقال المكتب إنّ المؤسسة تروّج الأكاذيب وتدّعي زوراً أن المقاومة تهددها وتمنعها من توزيع المساعدات. وأضاف: “أي مؤسسة تزعم أنها إنسانية فيما تنفذ مخططات عسكرية لا يمكن اعتبارها جهة إغاثية”.

استهداف متواصل للأحياء السكنية ومنازل المدنيين

أعلن جيش الاحتلال، اليوم الاثنين، تدمير عشرات المباني السكنية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بزعم تفخيخها من قِبل حركة حماس، ضمن عملياته العسكرية المتواصلة في المدينة.

وقال في بيان إنّ قوّاته "حيّدت عشرات المسلحين" ودمّرت أكثر من 200 "بنية تحتية إرهابية"، بينها فتحات أنفاق ومخازن أسلحة ومبانٍ عسكرية، على حد تعبيره.

وزعم الجيش أن سلاح الجو رصد بالتعاون مع القوات البرية مبانيَ مفخخة بنحو 5 أطنان من المتفجرات، كانت معدّة لاستهداف الجنود الإسرائيليين، كما كشف عن نفق بطول 1.5 كيلومتر استُخدم مخبأ لعناصر حماس، وعُثر داخله على عشرات الأسلحة التي جرى تدميرها.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد عمليات الهدم واسعة النطاق التي تطال منازل وأحياء سكنية في خان يونس، ضمن ما تصفه منظمات حقوقية بسياسة "إبادة المدن" لفرض التهجير القسري على السكان. وقد أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن نسبة الدمار في القطاع تجاوزت 88%.

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد مصدر طبي في المستشفى المعمداني باستشهاد 11 مواطناً في قصف إسرائيلي استهدف حيي الشجاعية والزيتون شرقي غزة، فيما استشهد فلسطيني في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس نتيجة غارة نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية، بحسَب مصدر في مجمع ناصر الطبي، كما أصيب فلسطيني آخر في قصف استهدف حي الشجاعية.

وفي شمال القطاع أطلقت مروحيات الاحتلال نيرانها الكثيفة غرب جباليا، بالتزامن مع إطلاق كثيف للنيران من آليات الاحتلال تجاه منازل المواطنين في منطقتَي الصفطاوي والتوام.

استشهاد ضابط وشرطي خلال ملاحقة لصوص

وفي تطور أمني، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، صباح اليوم الاثنين، استشهاد ضابط وشرطي ومواطن ثالث جرّاء قصف إسرائيلي استهدف قوة شرطية كانت تقوم بمهامّها الليلة الماضية في مخيم النصيرات وسط القطاع، خلال ملاحقتها مجموعة من اللصوص.

وأكدت الوزارة في بيان أن الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة عدد من أفراد القوة، معتبرة أن استهداف عناصر الشرطة في أثناء أداء مهامّهم لحماية ممتلكات المواطنين هو "جريمة جديدة تضاف إلى سجل العدوان الإسرائيلي".

وشددت الداخلية على مواصلة الأجهزة الشرطية القيام بواجبها الوطني والإنساني، مؤكدة أن محاولات الاحتلال لنشر الفوضى ونهب المساعدات باستخدام عملائه ودعمه لعصابات السرقة "لن تنجح"، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوضع حد لهذه الانتهاكات بحق عناصر الشرطة والمدنيين.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل بدعم أمريكي تنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، تصفها مصادر حقوقية بأنها ترقى إلى "إبادة"، تشمل القتل والتجويع والتهجير، في ظل تجاهل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

ووفق إحصاءات رسمية، أسفرت الحرب حتى الآن عن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط دمار واسع ومجاعة أودت بحياة كثيرين، بينهم أطفال.