وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان فجر الأربعاء: “هاجمنا وسائل قتالية تابعة للنظام السوري في جنوب سوريا رداً على عمليات الإطلاق نحو إسرائيل”، وأضاف: “النظام السوري مسؤول عما يحدث بسوريا وسيتحمل العواقب ما دامت الأنشطة العدائية من أراضيه مستمرة، وسنتحرك ضد أي تهديد موجه إلى دولة إسرائيل”.
وأفادت وسائل إعلام سورية بأن جيش الاحتلال استهدف بثلاث غارات إسرائيلية تل الشعار وتل المال والفوج 175 في ريف درعا.
وشنت إسرائيل، الثلاثاء، قصفاً بالمدفعية على منطقة حوض اليرموك غربي درعا السورية جنوب البلاد، وفق ما أوردته وكالة "سانا" السورية عبر حسابها على منصة "إكس".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السورية، مساء الثلاثاء، إنه لم يجرِ التثبت من صحة أنباء قصف باتجاه إسرائيل، بعد ادعاءات بإطلاق صاروخين نحو هضبة الجولان المحتلة.
جاء ذلك وفق ما نقلته وكالة "سانا" عن المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية، بعد ادعاء وسائل إعلام عبرية إطلاق صاروخين من مدينة درعا جنوبي سوريا باتجاه هضبة الجولان السورية المحتلة، وسقوطهما في منطقة مفتوحة.
وأشارت الخارجية السورية إلى أنه "لم يجرِ حتى اللحظة التثبت من صحة الأنباء المتداولة عن قصف باتجاه الجانب الإسرائيلي". وأوضحت أن "هناك أطرافاً عديدة (لم تحددها) تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة".
وأضافت أن "سوريا لم ولن تشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة". واعتبرت أن "الأولوية القصوى في الجنوب السوري تكمن في بسط سلطة الدولة، وإنهاء وجود السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار لجميع المواطنين".
وأدانت "بشدة" القصف الإسرائيلي الذي استهدف قرى وبلدات في محافظة درعا، ما أدى إلى "وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة"، دون ذكر تفاصيلها.
ولفتت إلى أن "هذا التصعيد يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية، ويزيد من حالة التوتر في المنطقة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التهدئة والحلول السلمية". ودعت الخارجية السورية، المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في وقف هذه الاعتداءات، وإلى دعم الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا والمنطقة".
في سياق متصل، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، الرئيس السوري أحمد الشرع بـ"رد حازم"، بعد إعلان تل أبيب عن إطلاق صاروخين نحو هضبة الجولان المحتلة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن كاتس قوله إن الرئيس السوري أحمد الشرع "مسؤول مباشرة عن كل تهديد وإطلاق نار تجاه إسرائيل".
وفي وقت سابق الثلاثاء، ذكرت هيئة البث العبرية الرسمية، أن صاروخين أُطلقا من مدينة درعا جنوب سوريا، دون معرفة هوية من أطلقهما، كما أنهما سقطا في منطقة مفتوحة. بينما أكدت القناة 13 العبرية، تفعيل أجهزة الإنذار في هضبة الجولان السورية، نتيجة لإطلاق الصاروخين من درعا، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات تذكر جراء سقوط الصاروخين في منطقة مفتوحة.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أواخر 2024، شنت إسرائيل غارات جوية على سوريا، فقتلت مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد بعد إسقاط الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في سوريا وفلسطين ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.