وأفادت وزارة الصحة في غزة، في بيان آخر الأحد، بوصول 67 شهيداً إلى مستشفيات القطاع (منهم 5 شهداء انتشالاً)، و361 مصاباً خلال آخر 24 ساعة، وقالت إنه في حصيلة أولية لما وصل إلى المستشفيات منذ فجر اليوم الأحد وحتى اللحظة 96 شهيداً وأكثر من 140 جريحاً نتيجة مجازر واستهدافات الاحتلال بحق المواطنين في قطاع غزة.

وأضافت: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 53339 شهيداً و121034 مصاباً منذ السابع من أكتوبر لعام 2023، بالإضافة إلى 3193 شهيداً، و8993 مصاباً منذ 18 مارس/آذار 2025".

ومنذ ساعات الفجر الأولى، ارتكب جيش الاحتلال خصوصاً في محافظة الشمال عددا من المجازر جراء استهداف الطيران الحربي لعدة منازل مأهولة. وفي شمال القطاع، استشهد 8 فلسطينيين وأصيب وفقد آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة "مقاط" في منطقة جباليا البلد، وفق مصادر طبية. 

وقالت المصادر إن 12 فلسطينيا استشهدوا وأصيب وفقد آخرون في قصف منزل لعائلة "نصر" في منطقة جباليا النزلة، بشمال القطاع، كما أسفر قصف الاحتلال عن استشهاد 7 فلسطينيين وفقدان وإصابة آخرين من عائلة "البراوي" في بلدة بيت لاهيا.

واستهدفت عشرات الغارات العنيفة من الطيران الحربي الإسرائيلي حي تل الزعتر شرق مخيم جباليا، واستهدفت بنايات ومنازل مخلاة، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة طالت مستشفى العودة القريب مع استمرار القصف المدفعي على أنحاء واسعة من شرق مخيم جباليا وبلدة بيت حانون وشمال وغرب بلدة بيت لاهيا.

وقالت مصادر طبية إن 15 فلسطينيا استشهدوا معظمهم نساء وأطفال من عوائل (جبر، غبون، المدهون، وصلاح)، وفقد وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا مكتظاً بالنازحين في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة.

وفي دير البلح (وسط) استشهد 4 فلسطينيين في قصف منزل عائلة "أبو سيف"، بينهم الصحفية نور قنديل وزوجها وابنتهما، وفق مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى شرق المدينة. وأشارت المصادر إلى استشهاد وإصابة 9 فلسطينيين ومصابون بقصف منزل لعائلة عياش في بلدة الزوايدة (وسط).

وجنوب القطاع، استشهد 35 فلسطينيا في غارات إسرائيلية استهدفت فجر الأحد خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، فضلاً عن وقوع أضرار بالمستشفى الميداني الكويتي في منطقة المواصي، وتوقف العمل بقسم العمليات فيه، نتيجة القصف على خيام النازحين بالقرب من المستشفى.

وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الخمسة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ"مستقبل أفضل وإنهاء الجوع".

حصار كامل للمستشفى الأندونيسي

وفي غضون ذلك، حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، محيط المستشفى الإندونيسي في جباليا شمالي قطاع غزة بالطائرات المسيرة واستهدف محيطه بالرصاص.

وقال مدير المستشفى مروان السلطان في بيان: "الاحتلال (الإسرائيلي) يحاصر المستشفى الإندونيسي بالطائرات المسيرة ويطلق الرصاص على كل من يتحرك"، مضيفاً أن طائرات مسيرة استهدفت بالرصاص قسم العناية المركزة بالمستشفى.

وأشار إلى إصابة أحد المرضى بعد إطلاق الرصاص بمحيط المستشفى، وذكر أن الأطباء لم يستطيعوا إكمال عملية جراحية "بسبب خطورة الوضع".

وفي السياق قالت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة إن الجيش الإسرائيلي يكثف من استهداف ومحاصرة المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة منذ فجر اليوم، وذلك بعد أيام من إخراج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة.

وقالت وزارة الصحة: "بعد تدمير مستشفى بيت حانون ومستشفى كمال عدوان وإخراج المستشفى الإندونيسي من الخدمة تصبح المستشفيات العامة بمحافظة شمال قطاع غزة خارج الخدمة".

وناشد مجمع الشفاء الطبي بغزة أهالي القطاع للتبرع بالدم والمساهمة في إنقاذ أرواح المرضى والجرحى، فيما أكد محمد صالحة مدير مستشفى العودة لوسائل إعلام عربية، إن 10 غارات على مناطق محيطة بالمستشفى أدت لدمار وأضرار واسعة فيه. وأشار لعدم وجود نية لإخلاء المستشفى.

في سياق متصل، قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة الأحد، إن مئات من العوائل مسحت من السجل المدني بسبب القصف الإسرائيلي، وإن أكثر من 200 مفقود تحت الأنقاض لا يستطيعون الوصول إليهم، مشيرا إلى أن من لا يموت بالقصف الإسرائيلي في غزة يموت بالجوع.

ومساء الثلاثاء، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة أسفرت عن مقتل 34 فلسطينيا وإصابة العشرات، بعد أن شن سلسلة غارات عنيفة استهدفت مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه في مدينة خان يونس، وفق بيانين لوزارة الصحة وجهاز الدفاع المدني.

وأدى الاستهداف الإسرائيلي للمستشفى إلى خروجه عن الخدمة وتعطل خدمات تخصصية نادرة في القطاع، مثل جراحة الأعصاب، وجراحة الصدر، والقسطرة القلبية، وجراحة القلب والأوعية الدموية، وجراحة العيون، التي لا تتوفر إلا في مستشفى غزة الأوروبي، وفق وزارة الصحة بغزة.

وأضافت الوزارة، الأحد، في بيان صحفي أن حالة من الذعر والإرباك بين المرضى والجرحى والطواقم الطبية بالمستشفى الإندونيسي بسبب حصار واستهداف الجيش له، "ما يعيق تقديم الرعاية الصحية الطارئة".

وأشارت إلى أن "محاصرة المستشفى تمنع وصول الجرحى مع تزايد ما يتعرض له شمال قطاع غزة من مجازر بحق المدنيين"، وذكرت أن اثنين من المرضى أصيبا في أثناء محاولتهما الخروج من المستشفى.

وخرجت معظم مستشفيات مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع عن الخدمة مع استمرار الإبادة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما يواصل عدد منها تقديم خدمات طبية بسيطة في ظروف صعبة ومعقدة للغاية.

وتتعمد إسرائيل استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة وتنفذ سلسلة اقتحامات لها وتنفذ اعتقالات في صفوف الطواقم الطبية والمرضى والنازحين بداخلها، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 174 ألف من الفلسطينيين بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.