وعقدت اللجنة الوزارية أمس الأحد اجتماعاً موسعاً في العاصمة الإسبانية مدريد، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بمشاركة ممثلين عن مجموعة مدريد وعدد من الدول الأوروبية، بحسَب بيان مشترك صادر عن وزارة الخارجية السعودية.

ولم يُحدِّد البيان أسماء الدول الأوروبية المشاركة، إلا أن تقارير إعلامية، منها فرانس24 بنسختها الإنجليزية، ذكرت مشاركة دول من بينها إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والنرويج وأيسلندا وأيرلندا وسلوفينيا، إضافة إلى البرازيل.

وتضم اللجنة، التي شُكلت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وزراء خارجية كل من الأردن وقطر والسعودية ومصر والبحرين وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.

وشارك في الاجتماع أيضاً وزراء خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفلسطين محمد مصطفى، والأردن أيمن الصفدي، ومصر بدر عبد العاطي، بالإضافة إلى نوح يلماز نائب وزير خارجية تركيا.

دعوة لإنهاء الحصار وضمان تدفق المساعدات

وأكد أعضاء اللجنة دعمهم للمؤتمر الدولي المرتقب في القاهرة، الذي تعتزم مصر تنظيمه بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، بهدف مناقشة إعادة إعمار غزة، كما بحث الاجتماع مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، والجهود الدولية لوقف الحرب الإسرائيلية وإنهاء الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع.

وأدان المجتمعون الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، وشددوا على ضرورة احترام القانون الدولي والقانون الإنساني، كما أعربوا عن دعمهم لجهود الوساطة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن والأسرى.

وجددت اللجنة تأكيدها أهمية إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وضرورة فتح جميع المعابر بشكل فوري وغير مشروط، لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، في ظل تفاقم الوضع الإنساني الذي دفع بالقطاع إلى حافة المجاعة، خصوصاً مع استمرار إغلاق المعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي.

وناقش الاجتماع أيضاً الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال يونيو/حزيران المقبل، بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين. وسيرأس المؤتمر كل من السعودية وفرنسا.

وأكد أعضاء اللجنة الوزارية أهمية التنسيق والتعاون لضمان نجاح المؤتمر، من خلال تقديم التزامات واضحة وخطوات عملية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في أبريل/نيسان الماضي من القاهرة أنه سيشارك في رئاسة المؤتمر، مشيراً إلى إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تواصل إسرائيل تنفيذ حرب واسعة النطاق ضد قطاع غزة بدعم أمريكي، أسفرت عن أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وسط تدهور إنساني كارثي يعصف بالسكان في القطاع.