وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إنّ مستشفيات القطاع استقبلت خلال 48 ساعة "95 شهيداً و304 إصابات" جرّاء استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع.
وبيّنت في تقريرها ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية من مراكز "المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية" جنوبي القطاع إلى "110 شهداء، بينهم 10 وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ48 الماضية".
وارتفع عدد مصابي توزيع المساعدات في القطاع إلى "1000 بعد تسجيل أكثر من 110 إصابات جديدة" خلال اليومين الماضيين.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ مخطط لتوزيع "مساعدات إنسانية" عبر مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً، ويقول فلسطينيون إنّ المخطط يستهدف تهجيرهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
ويأتي ذلك فيما تُغلِق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي بشكل مُحكَم معابر غزة بوجهة شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولم تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، فيما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يومياً بحد أدنى.
وفي السياق، أوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في 18 مارس/آذار الماضي ارتفعت إلى "4497 شهيداً و13793 مصاباً". وبذلك ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى "54 ألفاً و772 شهيداً، و125 ألفاً و834 مصاباً".
ولا يزال عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، وفق تقرير الوزارة.
81 شهيداً في ثاني العيد
وفي السياق، استُشهد 81 فلسطينياً وأصيب عشرات آخرون جرّاء غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة، منذ فجر السبت، ثاني أيام عيد الأضحى.
وأفاد متحدث جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، بانتشال "15 شهيداً، بينهم 6 أطفال، ونحو 50 جريحاً" جرّاء قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلاً لعائلة أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة شمالي القطاع.
وأوضح أن المنزل المستهدف مكون من 3 طوابق مأهولة بالسكان، وأن عدد الشهداء مرشح للارتفاع، وقال متحدث الدفاع المدني إنّ إمكانياتهم "محدودة جداً" لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض.
وتابع: "مجموعة من الأطفال كانوا يلهون في ممر البناية المستهدفة في أثناء تدميرها، ما سيرفع عدد الأطفال الشهداء"، ودعا متحدث الدفاع المدني "العالم أجمع إلى التدخل لوقف المجازر الإسرائيلية التي لم تتوقف حتى في عيد الأضحى، واستهدفت حتى الأطفال الأبرياء".
وفي السياق، أفاد مصدر طبي في "مجمع ناصر الطبي" باستشهاد 6 فلسطينيين في قصف مسيّرة إسرائيلية بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما استُشهد فلسطيني وأصيب آخر جرّاء قصف مسيّرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين في حي الأمل غربي مدينة خان يونس.
وتحدثت مصادر طبية أيضاً عن استشهاد 8 فلسطينيين جرّاء قصف إسرائيلي لمجموعة من المواطنين في جباليا النزلة شمالي القطاع، وأفادت المصادر باستشهاد فلسطينيين اثنين جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منطقة الفالوجا في جباليا شمالي قطاع غزة.
وغرب مدينة غزة، استُشهد 7 فلسطينيين عقب غارة إسرائيلية على منزل يؤوي نازحين، كما وصل جثمانا "شهيدين من عائلة صبح" إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، عقب قصف مدفعيّ إسرائيليّ استهدف مجموعة من المواطنين في حي الصفطاوي شمال المدينة، وفق المصادر نفسها.
وفي قصف آخر، استُشهد 3 فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين في منطقة أبو شرخ غرب مخيّم جباليا شمال غزة. ووسط القطاع استُشهد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف جرّار مياه تابعاً لبلدية مخيم البريج، وفق مصادر طبية للأناضول.
وجنوب القطاع، قالت مصادر طبية أخرى إنّ 4 فلسطينيين من عائلة واحدة استُشهدوا جرّاء قصف إسرائيلي لخيمة نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
وفي قصف إسرائيلي استهدف منزلاً بمحيط محطة المجايدة بمنطقة المواصي، استُشهد 3 فلسطينيين، بينهم طفل، وأصيب آخريون، كما استُشهد فلسطيني وأصيب أكثر من 30 آخرين جرّاء قصف مسيّرة إسرائيلية خيمة نازحين في منطقة أصداء شمال غرب مدينة خان يونس.
وتحدثت مصادر طبية عن "استشهاد طفلة وسقوط عدد من الإصابات" في قصف مسيّرة إسرائيلية منطقة بئر زنون غرب خان يونس، وفي قصف آخر استُشهد فلسطيني جراء استهداف إسرائيلي لخيام النازحين في منطقة المواصي. كما استُشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات غرب رفح جنوب قطاع غزة، وفق مصدر طبي في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس.
وهذا العيد هو الرابع الذي يحلّ على غزة خلال حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 20 شهراً.
إخلاء المنازل
وفي سياق متصل، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عشرات آلاف الفلسطينيين شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم "فوراً"، تمهيداً لتنفيذ هجوم في ثاني أيام عيد الأضحى.
وشمل إنذار الإخلاء "جميع الفلسطينيين في حي عبد الرحمن في شمال غرب مدينة غزة، وفي حي النهضة في معسكر جباليا"، وفق بيان نشره متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه بمنصة إكس.
ويُعَدّ سكان هذه المناطق نازحين سابقين، أجبرتهم إسرائيل على إخلاء شمال قطاع غزة والنزوح جنوباً في بداية حرب الإبادة، قبل السماح لهم بالعودة المؤقتة إلى شمال القطاع.
وفي تقرير حديث، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه حتى 28 مايو/أيار الماضي باتت "81% من أراضي قطاع غزة تقع داخل مناطق عسكرية إسرائيلية أو تخضع لأوامر النزوح".
وأشار المكتب الأممي إلى أنه منذ استئناف الحرب الإسرائيلية وتصعيد الأعمال القتالية 18 مارس/آذار الماضي أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي 31 أمراً بالإخلاء، وأخضع نحو 229.4 كيلومتر مربع من مساحة قطاع غزة لأوامر نزوح لا تزال سارية.
ووفقاً لتقرير حديث لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، نزح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص أو نحو 90 في المئة من السكان بجميع أنحاء قطاع غزة خلال الحرب، تعرّض عديد منهم للنزوح مراراً، بعضهم 10 مرات أو أكثر.
منع الوقود عن المشافي
من جهتها، قالت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم السبت، إنّ إسرائيل تواصل منع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات بحجة أنها تقع في مناطق "حمراء"، ما يُهدّد بتوقفها الكامل عن العمل.
وفي منشور عبر منصة تليغرام، ذكرت الوزارة أن مشافي القطاع تعتمد كلياً على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة وكميات الوقود المتوفرة داخل المستشفيات تكفي لتشغيلها 3 أيام فقط.
وأضافت: "يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات في القطاع بحجة أنها تقع في مناطق حمراء"، وزادت: "إعاقة وصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات يُهدّد بتوقفها الكامل عن العمل".
ويبلغ عدد المستشفيات العاملة في غزة 19 مستشفى يعمل جزئياً، بينها 8 حكومية و11 خاصّاً، من أصل 38 مستشفى، وفق وزارة الصحة بغزة.
كما تعمل في القطاع 9 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة في ظل الإبادة الإسرائيلية على القطاع. ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/آذار الماضي، مانعة إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، فيما يصعّد جيشها حدة الإبادة التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لأكثر من 90 يوماً بوجه المساعدات الإنسانية، لا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية-قطرية وإشراف أمريكي.
وبينما التزمت حماس بنود المرحلة الأولى، تنصّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس/آذار الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين فلسطينيين، فيما أعلن جيشها في 8 مايو/أيار الماضي بدء عملية "عربات جدعون" لتوسيع الحرب على غزة بما يشمل هجمات برية في أنحاء مختلفة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وقبل الإبادة حاصرت إسرائيل غزة طوال 18 عاماً، واليوم بات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون بلا مأوى بعد أن دمرت الحرب مساكنهم.