ويأتي هذا العمل الجماعي بمشاركة 83 كاتباً وأكاديمياً وناشطاً من تركيا، و10 من فلسطين، ومن إصدار دار "إكين" للنشر.
ويستمد المشروع اسمه من بيت شعري شهير للشاعر المصري الكبير أحمد شوقي، الذي قال فيه: "وللحرية الحمراء باب.. بكل يد مضرجة يدق"، وهو ما يعكس رمزية عنوان السلسلة المستوحاة من تضحيات الفلسطينيين في طريقهم نحو التحرر، لا سيما في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
يتكون العمل من ثلاثة كتب، الأول يتناول المكان، موثقاً ما شهدته مناطق مثل رفح وجباليا وبيت حانون من دمار وألم وأمل، من خلال توثيق أصوات الناس وصلواتهم وصراخهم بين أنقاض المدارس والمشافي والمنازل.
أما الكتاب الثاني فيعالج الرمز، متتبعاً دلالات تتجسد في تفاصيل بسيطة مثل الكوفية، والدفاتر، والأدوات اليومية التي تحولت إلى شواهد حية على الهوية والمقاومة.
في حين يسلط الكتاب الثالث، الضوء على الإنسان، إذ يعرض شهادات وقصصاً لأشخاص شكلوا ذاكرة جماعية للصمود والشهادة مثل رِيم، وجدها خالد نبهان (روح الروح)، والطبيب المعتقل لدى الاحتلال حسام أبو صفيّة.
في تقديمه للثلاثية، يؤكد الفريق القائم على العمل أن "كِزِل قابي" لا يكتفي برواية قصة غزة، بل يظهر كيف يمكن للإنسان أن ينحدر إلى القاع عبر أفعال الإبادة كما يفعل الاحتلال، أو يسمو من خلال الصمود والكرامة.
هذا العمل، الذي يمتد عبر 756 صفحة، يمثل شهادة أدبية ووجدانية على ذاكرة لم يتمكن الاحتلال الإسرائيلي من محوها بالقصف، بل تعززها الكلمة وتحفظها الأجيال.
من المقرر أن يُقام حفل التعريف بالسلسلة يوم الجمعة 30 مايو/أيار، في مركز تَقْسِيم الثقافي والفني في إسطنبول، بحضور عدد من المساهمين في الكتاب وعدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية. وسيتخلل الأمسية قراءات مختارة من النصوص، إلى جانب أحاديث قصيرة حول خلفيات المشروع ودلالاته.