جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع نادي الدبلوماسية بالعاصمة موسكو، حيث تناول مستجدات العملية التفاوضية بين بلاده وأوكرانيا، التي كان من المقرر استئنافها في إسطنبول.
وصرّح لافروف بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب بوقف إطلاق النار شرطاً أولياً قبل بدء المفاوضات، مضيفاً أن هذا المطلب يهدف فعلياً إلى تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية قبل أي تسوية تفاوضية. وأكد أن الجانب الروسي أبلغ باريس بعدم قبول هذا الطرح، مشيراً إلى أن واشنطن أيَّدت موقف موسكو بضرورة إعطاء المفاوضات فرصة دون شروط مسبقة.
وأشار لافروف إلى أن روسيا وأوكرانيا توصلتا في عام 2022 إلى اتفاق مبدئي في إسطنبول، لكن بريطانيا تدخلت لمنع الجانب الأوكراني من مواصلة المسار التفاوضي، قائلاً إن لندن لا تزال تؤثر في قرارات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي 11 مايو/أيار الجاري، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط، محدداً يوم 15 من الشهر ذاته في إسطنبول موعداً لانطلاق الجولة الجديدة، وطلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استضافتها. وقد رحبت أنقرة بالمبادرة، مؤكدةً استعدادها لتوفير بيئة ملائمة لتحقيق سلام عادل ودائم، وأبدت الحكومة الأوكرانية ترحيباً مبدئياً بالمقترح.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول، خلال مشاركته في اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الناتو في أنطاليا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الانضمام إلى طاولة المفاوضات في إسطنبول، مشيراً إلى أن الرئيس الأوكراني مستعد للمشاركة، وأن "الكرسي الروسي لا يزال شاغراً".
وأكد فاديبول وجود توافق شبه كامل بين برلين وواشنطن بشأن تطورات الملف الأوكراني، محذراً من أن غياب موسكو عن المفاوضات سيؤدي إلى تشديد العقوبات الأوروبية.
كان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد أكد في تصريحات صحفية أن الرئيس بوتين لن يشارك شخصياً في محادثات إسطنبول، موضحاً أن وفداً روسياً برئاسة مستشاره فلاديمير ميدنسكي موجود بالفعل في تركيا، بانتظار وصول الوفد الأوكراني. وقال بيسكوف إنه من المبكر الحديث عن مستوى المشاركة الروسية في المحادثات، في ظل عدم وضوح موقف الطرف الأوكراني.
يشار إلى أن إسطنبول سبق أن استضافت عدة جولات تفاوضية بين روسيا وأوكرانيا في مارس/آذار 2022، وفي يوليو/تموز من العام ذاته، جرى فيها التوصل إلى اتفاق بوساطة تركيا والأمم المتحدة لتسهيل شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ضمن جهود الحد من أزمة الغذاء العالمية. وجرى تمديد الاتفاق ثلاث مرات قبل أن تعلِّق موسكو مشاركتها فيه في يوليو/تموز 2023.
في سياق آخر، تطرَّق الوزير الألماني فاديبول إلى مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب برفع الإنفاق الدفاعي لدول الناتو إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، مؤكداً أن ألمانيا مستعدة لمواكبة أي قرار جماعي بهذا الشأن، بعد تعديلها الدستوري الذي يسمح بزيادة ميزانية الدفاع.