وفي محافظة نابلس شمالي الضفة، اقتحم جيش الاحتلال مساء اليوم بلدة قبلان جنوب المدينة، إذ أفادت مصادر محلية لوكالة "وفا" أن قوات الاحتلال دخلت البلدة بعدة آليات عسكرية، وجابت شوارعها بطريقة استفزازية، دون تسجيل مداهمات أو اعتقالات.
وفي حادث منفصل، أصيب ثلاثة شبان فلسطينيين بجروح ورضوض بعد اعتداء مستوطنين عليهم قرب بلدة سبسطية شمال نابلس.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، إن الاعتداء وقع في أثناء محاولة الأهالي إخماد حريق اندلع في محاصيل القمح بالمنطقة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف أن المستوطنين ضربوا الشبان الثلاثة الذين نُقلوا لاحقاً لتلقي العلاج في المستشفى، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي منع طواقم الدفاع المدني من دخول المنطقة لإخماد النيران.
وفي جنين، أصيب مُسن فلسطيني برصاص قوات الاحتلال قرب مدخل مخيم جنين للاجئين. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها استلمت المسن المصاب بالرصاص الحي في قدمه، دون توضيح ظروف الإصابة.
وتفرض قوات الاحتلال حصاراً خانقاً على المخيم منذ أسابيع، وتمنع السكان من الدخول أو الخروج، وتستهدف كل من يقترب من مداخله بالرصاص والاعتداءات الجسدية، مواصلة عمليات الاعتقال والدهم بشكل يومي، ضمن عدوان متواصل على المخيمات شمال الضفة منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي محافظة رام الله والبيرة، اقتحمت قوات الاحتلال مساء اليوم عدة قرى وبلدات، بينها بيرزيت، أبو شخيدم، كوبر، وبرهام، دون أن يبلغ عن اعتقالات، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية لوكالة وفا.
كما أقدم مستوطنون، صباح اليوم، على إحراق محاصيل حُصدت وجُمعت في أحد سهول بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، إذ قال رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب، إن المستوطنين أشعلوا النيران في المحاصيل قرب بؤرة استيطانية حديثة أُقيمت في محيط البلدة، ما أدى إلى احتراق كميات كبيرة منها.
وفي محافظة أريحا، هاجم مستوطنون تجمع "العوجا" البدوي شمال المدينة، حيث رصد الأهالي تحركاتهم الاستفزازية بين الخيام والمساكن، ما تسبب في حالة من الذعر والخوف بين السكان. وأوضح حسن مليحات، المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، أن الاعتداء جرى بحماية ومراقبة قوات الاحتلال.
وفي سياق متصل، يواصل جيش الاحتلال لليوم الرابع على التوالي اقتحامه لبلدة بروقين بمحافظة سلفيت شمال الضفة، وفرض منع التجوال فيها، وتحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية.
وقال رئيس بلدية بروقين فائد صبرة، إن الجيش جمع سكان بعض المنازل في غرف واحدة ومنعهم من الخروج، وسط سماع أصوات إطلاق نار متكرر، مضيفاً أن جنود الاحتلال يجرون تحقيقات ميدانية مع الشبان، بالتزامن مع أعمال تجريف في أراضٍ زراعية بالمنطقة.
وكان مستوطنون قد أحرقوا، فجر الجمعة، 14 مركبة فلسطينية قرب البلدة، في واحدة من أبرز الهجمات المتصاعدة خلال الحصار المفروض عليها منذ مساء الأربعاء، بحجة البحث عن منفذ عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة زوجها.
وتشهد الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، تصعيداً واسعاً من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد 967 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفاً، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
بالتزامن مع ذلك، تتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي في قطاع غزة، والتي خلفت حتى اليوم نحو 173 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.