ويعدّ الخطاب الأول لترمب أمام الكونغرس منذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. فيما أفاد مشروع الرئاسة الأمريكية بأن هذا الخطاب الرئاسي كان الأطول في تاريخ الولايات المتحدة الحديث بعد أن استمر 100 دقيقة.

ووجّه ترمب في خطابه سهام النقد لسلفه جو بايدن، وتناول قضايا رئيسية تشمل الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية.

الميزانية الاتحادية

وتعهّد ترمب بإحداث توازن في الميزانية الاتحادية، في الوقت الذي حثّ فيه المشرعين على وضع برنامج شامل لخفض الضرائب، التي يقول محللون إنها قد تضيف أكثر من 5 تريليونات دولار إلى عبء ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36 تريليوناً. 

كما رحّب الرئيس الأمريكي بتصريحات نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن استعداده لتوقيع اتفاقية المعادن الأرضية النادرة مع الولايات المتحدة، والتفاوض "تحت قيادته" مع روسيا لإحلال السلام.

وكان ترمب قد أمر الاثنين، بـ"تجميد" المساعدات العسكرية الحيوية التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا.

وأضاف: "في الوقت نفسه، أجرينا مناقشات جادة مع روسيا وتلقينا إشارات قوية بأنهم مستعدون للسلام.. ألا يكون ذلك جميلا؟".

مزيد من الرسوم

وأكد ترمب عزمه فرض رسوم مضادة إضافية في أبريل/نيسان القادم، قائلاً: "لقد استخدم الآخرون الرسوم الجمركية ضدنا لعقود، والآن حان دورنا لبدء استخدامها ضد تلك البلدان الأخرى".

وأدت الرسوم التي فرضها ترمب بنسبة 25% على حليفي الولايات المتحدة، المكسيك وكندا، و10% إضافية على الواردات الصينية إلى تعميق مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد.

وانخفض المؤشر "ناسداك" المجمع بأكثر من 9% عن أعلى مستوى إغلاق قياسي له في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي. 

وحثّ ترمب الكونغرس على تمديد تخفيضات الضرائب التي أقرها في عام 2017. وكان المشرّعون الجمهوريون قد تقدّموا بخطة شاملة قيمتها 4.5 تريليون دولار من شأنها أن "تمدد التخفيضات الضريبية وتعزز أمن الحدود وتمول زيادة هائلة في عمليات ترحيل المهاجرين".

كما من شأن هذه الخطة أن تؤدّي إلى خفض الإنفاق تريليوني دولار على مدى عقد، مع احتمال تقليص تمويل التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك من الخدمات الاجتماعية.

احتجاجات الديمقراطيين

واستهل ترمب خطابه قائلاً: "إلى مواطني بلدي، عادت أمريكا"، مضيفاً: "بلدنا على وشك العودة إلى ما لم يشهده العالم من قبل، وربما لن يشهده مرة أخرى"، على حدّ تعبيره.

وقاطع المشرّعون الديمقراطيون الخطاب أكثر من مرّة، ورفعوا لافتات تحمل رسائل مثل "لا ملك" و"هذا ليس طبيعياً".

وخرج عشرات من المشرّعين الديمقراطيين من القاعة في منتصف الخطاب، وكان من بينهم المشرّع عن تكساس آل غرين، الذي انتقد ترمب بحدّة ورفض الجلوس في أثناء كلمته.

وقال ترمب بعد طرد غرين: "أنظر إلى الديمقراطيين أمامي، وأدرك أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يمكنني قوله لإسعادهم أو جعلهم يقفون أو يبتسمون أو يصفقون".

كما أشاد ترمب برجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، وإدارة الكفاءة الحكومية التي قلصت عدد الموظفين الاتحاديين بأكثر من 100 ألف، وخفضت مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية وأغلقت وكالات بأكملها.