وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن أحدث الغارات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين بينهم 3 في مدينة خان يونس (جنوب) أحدهم بإطلاق نار من طائرة مسيّرة، واثنان جراء قصف استهدف تجمعاً لمواطنين، فيما استشهد 4 أشخاص في حي تل الزعتر بمخيم جباليا (شمال) إثر قصف منزل.
وسبق ذلك منذ فجر السبت، استشهاد 45 فلسطينياً، بينهم 9 قضوا في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مخزن مساعدات في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما يضاف إلى سلسلة مجازره التي ينفذها بحق المدنيين.
ويأتي التصعيد بعد يوم من إعلان جيش الاحتلال توسيع إبادته الجماعية في القطاع تحت اسم "عربات جدعون"، التي تهدف، وفق هيئة البث العبرية الرسمية في 5 مايو/أيار الجاري، إلى "احتلال كامل قطاع غزة".
وظهر السبت، ألقى جيش الاحتلال منشورات ورقية على مناطق في قطاع غزة، توعد فيها بتوسيع حرب الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر الـ20 في القطاع وتنفيذ عملية برية جديدة.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال ألقى منشورات ورقية على مناطق في وسط القطاع، جاء فيها: "يا سكان غزة، الجيش الإسرائيلي قادم".
من جهتها، أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في وقت سابق السبت، أن عملية "عربات جدعون" تمر بثلاث مراحل، الأولى منها بدأت فعلياً، من خلال توسيع الحرب في غزة وتم تنفيذها. وأضافت على موقعها الإلكتروني أن "المرحلة الثانية في طور التحضير من خلال عمليات جوية بالتزامن مع عمليات برية، فضلاً عن العمل على نقل معظم السكان المدنيين في قطاع غزة إلى الملاجئ الآمنة في منطقة رفح".
فيما ستعمل المرحلة الثالثة، وفق الصحيفة، على "دخول قوات عسكرية برا لاحتلال أجزاء واسعة من غزة، بشكل تدريجي، والإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع".
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال "يعتزم السيطرة التدريجية على قطاع غزة وتستمر لعدة أشهر، بهدف القضاء على حركة حماس، والعمل على هدم الأنفاق بشكل كامل" على حد قولها.
وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الخمسة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في المنطقة والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ"مستقبل أفضل وإنهاء الجوع".
وخلال جولة ترمب التي استمرت ثلاثة أيام وغادر من الإمارات في يومها الرابع، قتل جيش الاحتلال أكثر من 378 فلسطينياً، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق بيانات وزارة الصحة بغزة.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية-قطرية ودعم أمريكي، والتزمته الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصّل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار، استجابة للجناح الأشد تطرفاً في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.