جاء ذلك في معرض إدانة عون لشن مقاتلات إسرائيلية، مساء الخميس، 8 غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، في تصعيد لافت للعدوان على لبنان، عشية عيد الأضحى المبارك الذي يوافق الجمعة، وهو الرابع على الضاحية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وقبل ذلك، استهدفت 7 غارات تحذيرية الضاحية من طائرات مسيرة إسرائيلية، وفق مصادر لبنانية.
وفي وقت لاحق، نفذت مقاتلات وطائرات مسيرة غارتين على بلدة عين قانا في إقليم التفاح جنوبي لبنان، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء المنطقة.
واعتبر عون أن استهداف الضاحية الجنوبية يشكل "انتهاكاً صارخاً للاتفاق الدولي والقوانين والقرارات الأممية والإنسانية، وخاصة في مناسبة دينية مقدسة". وأكد أن هذه الاعتداءات "تمثل رفضاً واضحاً من إسرائيل لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في المنطقة"، ووجه رسالة إلى الولايات المتحدة عبر "دماء الأبرياء والاعتداءات المتكررة التي لن يرضخ لها لبنان".
من جهته، أدان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتبرها "استهدافاً ممنهجاً للبنان وأمنه واستقراره واقتصاده، ولا سيما عشية الأعياد والموسم السياحي". وشدد سلام على أن هذه الاعتداءات تشكل "انتهاكاً صريحاً للسيادة اللبنانية والقرار الدولي 1701". وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لردع إسرائيل وإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية.
وفي تعليق له، وصف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري العدوان الإسرائيلي على بيروت وعين قانا بأنه يستهدف "كل لبنان واللبنانيين والعرب والمسلمين في أقدس شعائرهم الدينية عشية عيد الأضحى". وأكد بري توافق موقفه مع موقف رئيس الجمهورية، مشدداً على أن لبنان سيستمر في الدفاع عن سيادته رغم العدوان.
ويأتي القصف الإسرائيلي عشية عيد الأضحى، وهو الرابع من نوعه على الضاحية الجنوبية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ شهدت المنطقة نزوحاً كثيفاً بعد تحذيرات إسرائيلية بإخلاء عدة أحياء، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي.
وكان جيش الاحتلال قد حذّر سابقاً سكان مبان في ثلاثة أحياء بالضاحية الجنوبية من قصف وشيك، زاعماً أن تلك المباني تقع قرب منشآت تابعة لحزب الله، داعياً إلى الابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر. كما أعلن الجيش استهداف "بنى تحتية تحت الأرض مخصصة لإنتاج طائرات مسيرة".
يذكر أن إسرائيل شنت عدواناً على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحول إلى حرب واسعة في سبتمبر/أيلول 2024، خلفت آلاف القتلى والجرحى ونزوح أكثر من مليون و400 ألف لبناني. ومنذ بدء وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، سجلت آلاف الخروقات الإسرائيلية التي أسفرت عن مئات القتلى والجرحى.
وفي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، لكنه لا يزال يحتل خمس تلال لبنانية، سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة. كما تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها.