هل تسعى الهند للهروب من أزماتها الداخلية بتأجيج النزاع مع باكستان؟
أخبار العالم
5 دقيقة قراءة
هل تسعى الهند للهروب من أزماتها الداخلية بتأجيج النزاع مع باكستان؟في تصريح حازم خلال مقابلة مع وكالة الأناضول، الثلاثاء، أكد مدير إدارة العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، الفريق أحمد شريف شودري، أن بلاده "لن ترضخ أبداً للهيمنة الهندية"، مشدداً على أن "الهند ليست إسرائيل، وباكستان ليست فلسطين".
أكد مدير إدارة العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، الفريق أحمد شريف شودري، أن بلاده "لن ترضخ أبدًا للهيمنة الهندية" / Reuters
20 مايو 2025

وجاءت تصريحات شودري في سياق التصعيد الأخير بين البلدين، بعد أن نفّذت الهند في 7 مايو/أيار الجاري هجمات صاروخية استهدفت أراضي باكستانية ومنطقة آزاد كشمير الخاضعة لسيطرة إسلام آباد. وأعقبت هذه الضربات بهجوم وقع في 22 أبريل/نيسان الماضي بمنطقة باهالغام داخل الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً.

وفي ردّه على الاتهامات الهندية لباكستان بالضلوع في هجوم باهالغام، شدد شودري على أن نيودلهي "لم تقدم أي دليل يدعم هذه المزاعم حتى الآن"، معتبراً أن الحكومة الهندية "تستخدم مثل هذه الحوادث ذريعة لتعزيز خطابها الأمني، والتستر على مشكلاتها الداخلية تحت شعار مكافحة الإرهاب".

وأكد المسؤول العسكري أن الإرهاب والتطرف والكراهية "تُعَدّ مشكلات متجذّرة في الداخل الهندي"، مشيراً إلى أن السلطات في نيودلهي "تمارس القمع الممنهج بحق عدد من الفئات، من بينها المسلمون والسيخ، ما يفاقم التوترات الداخلية ويغذي مشاعر الغضب والتطرف".

وأشار شودري إلى أن باكستان نفسها "من أكثر الدول تضرراً من الإرهاب عالمياً"، موضحاً أن بلاده شهدت منذ بداية عام 2024 أكثر من 3,700 هجوم إرهابي، أسفرت عن مقتل 1,314 شخصاً وإصابة أكثر من 2,500 آخرين، بينهم من تعرضوا لإعاقات دائمة بسبب الإصابات.

وختم الفريق شودري تصريحاته بالتحذير من مغبة الاستمرار في التصعيد، قائلاً: "كلما أدركت الهند عاجلاً أنها لن تفرض هيمنتها على باكستان، كان ذلك أفضل للاستقرار الإقليمي وللسلام العالمي".

 "رعاية ودعم الإرهاب"

وفي هذا السياق، استحضر شودري الهجوم الذي وقع على قطار في إقليم بلوشستان في 11 مارس/آذار الماضي، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 راكباً، مشيراً إلى أن جماعة جيش تحرير بلوشستان التي تبنّت العملية طالبت بشكل صريح في بيانها الرسمي بـ"دعم عسكري مباشر من الهند".

وأضاف أن "عدداً من الشخصيات السياسية والعسكرية الهندية، بما في ذلك قادة ومسؤولون متقاعدون، أعربوا علناً عن دعمهم لتلك الجماعة المسلحة"، وهو ما اعتبره دليلاً إضافياً على تواطؤ رسمي من جانب الهند في تغذية العنف داخل باكستان.

وأكد شودري أن بلاده تمتلك "كمّاً كبيراً من الأدلة التي تُثبت تورط الهند في تمويل وتدريب ودعم الجماعات الإرهابية الناشطة داخل الأراضي الباكستانية"، مشيراً إلى أن هذه الأدلة قد أُحيلت بالفعل إلى محكمة العدل الدولية باعتبارها جزءاً من جهود باكستان لتدويل القضية.

ولفت المسؤول العسكري إلى أن "أجهزة الاستخبارات الهندية تلعب دوراً محورياً في تدريب تلك الجماعات وتزويدها بالتمويل اللازم لتنفيذ هجمات داخل باكستان"، مضيفاً بنبرة تحذيرية: "الهند تتصرف كراعٍ رسمي للإرهاب في المنطقة، وإذا ما تعرّضنا لأي استفزاز أو عدوان، فإنّ ردّنا سيكون سريعاً وحاسماً وقاسياً".

لا صلة لإسلام أباد بهجوم باهالغام

وأوضح شودري أن ما يحدث داخل كشمير أو أي منطقة أخرى من الأراضي الهندية هو "نتاج مباشر لسياسات القمع والتمييز التي تنتهجها الحكومة الهندية"، مشدداً على أن هذه القضايا "شأن داخلي هندي نابع من الظلم البنيوي"، بحسب تعبيره.

وذكّر المسؤول الباكستاني بأن قضية كشمير هي "نزاع دولي قائم" وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، داعياً إلى تسوية القضية بما ينسجم مع إرادة شعب كشمير، وليس من خلال "فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية وتغيير البنية السكانية للمنطقة".

وأعرب شودري عن أسفه لما وصفه بـ"النهج القمعي" الذي تتبعه الهند في كشمير، مشيراً إلى أن نيودلهي "تسعى لفرض واقع جديد على الأرض باستخدام أدوات القهر، مع تجاهل تام لحقوق الإنسان الأساسية لسكان الإقليم".

وفي إطار تفسيره للاتهامات المتكررة التي توجهها الهند إلى باكستان، رأى شودري أن نيودلهي تسعى إلى "استغلال مثل هذه الأحداث الأمنية، مثل هجوم باهالغام، لتحقيق مكاسب سياسية داخلية"، مشيراً إلى أن "لدى الحكومة الهندية دوافع واضحة لتصعيد الخطاب ضد باكستان".

وأوضح أن باكستان نجحت خلال السنوات الأخيرة في "تفكيك شبكات إرهابية تعمل كوكلاء للهند داخل أراضيها"، وهو ما جعل الأخيرة –بحسب شودري– تشعر بالتهديد من تحسّن البيئة الأمنية في باكستان.

واختتم الفريق حديثه بتأكيد أن بلاده "تسير بثبات نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي"، إلا أن الهند "تسعى لعرقلة هذا التقدّم من خلال تأجيج التوترات الحدودية وافتعال الأزمات".

"لن نرضخ للعدوان"

وفي معرض حديثه عن التصعيد القائم، أشار الفريق شودري إلى أن الهند نفّذت في مرات سابقة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت مناطق مختلفة داخل باكستان، وخلّفت ضحايا في صفوف المدنيين، من بينهم نساء وأطفال.

وقال شودري: "لقد حاولوا إسكاتنا، ومنعنا من الرد على تلك الجرائم، ومنعنا من السعي لتحقيق العدالة، لكنهم تجاهلوا حقيقة أننا دولة لا تُرهب، ولا يمكن إخضاعها. نحن لا نرضخ للعدوان ولا نقبل الظلم".

وأكد أن باكستان تؤمن بالسلام وتسعى إلى حلّ الخلافات عبر الطرق السلمية والدبلوماسية، إلا أنها لن تتردد في الرد السريع والحازم على أي استفزاز أو اعتداء عسكري. وأضاف: "نحن دولة ترغب في السلام وتؤمن بالحلول السياسية، ولكن إذا تعرضنا لأي عدوان، فليكن معلوماً للجميع أن ردّنا سيكون فورياً وحاسماً وقاسياً".

وأشار إلى التزام الجيش الباكستاني اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في 10 مايو/أيار الجاري، مؤكداً أن بلاده ستواصل احترام الاتفاق ما دامت الهند التزمته. لكنه في المقابل حذّر من أن "أي خرق أو استفزاز من جانب الجيش الهندي لن يمرّ دون ردّ".

وشدّد شودري على أن اندلاع حرب بين الهند وباكستان، وهما دولتان نوويتان، سيكون "خطوة متهورة وغير مسؤولة"، مضيفاً: "هذا النزاع لن يفضي سوى إلى تدمير متبادل، وستكون تبعاته كارثية على شعبَي البلدين وعلى استقرار المنطقة برمتها".

وتابع قائلاً: "من المهم أن يدركوا أن الهند ليست الولايات المتحدة، وباكستان ليست أفغانستان. كذلك الهند ليست إسرائيل، وباكستان ليست فلسطين. هذه مقارنات سطحية وخاطئة ومضلّلة".

واختتم الفريق شودري حديثه بتأكيد أن "باكستان لن تخضع مطلقاً لأي شكل من أشكال الهيمنة الهندية"، مضيفاً: "كلما أسرعت الهند في إدراك هذه الحقيقة، كان ذلك أفضل للسلام الإقليمي، بل وللأمن والاستقرار العالمي أيضاً".

اكتشف
بعد طلب هولندا مراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية-الإسرائيلية.. باريس: أمر مشروع ندعو لمدارسته
النرويج تنهي استثماراتها في شركة "باز" الإسرائيلية لدعمها المستوطنات بالضفة
جيش الاحتلال يهدم منزلًا في جنوبي الضفة الغربية ويواصل عدوانه في طولكرم.. ووفاة أسيرة سابقة
ويتكوف يصل إلى إسرائيل.. وعائلات الأسرى في غزة تطالب باتفاق خلال 24 ساعة
القسام تعلن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر اليوم
إسرائيل تُصدق على استئناف تسوية الأراضي في الضفة الغربية وسط رفض فلسطيني واسع
بعد محادثات ليومين.. اتفاق صيني-أمريكي بشأن الرسوم الجمركية
جماعة الحوثي تعلن أن طيراناً إسرائيلياً شنّ سلسلة غارات على محافظة الحُديدة
ترحيب بعزم حماس الإفراج عن ألكسندر.. ونتنياهو يزعم أن الاتفاق بلا  مقابل ومعارضوه يرمونه بالفشل
بعد اتصالات مع واشنطن.. حماس توافق على الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر في إطار جهود وقف إطلاق النار
"قلق من مواصلة البناء".. هيئة البث العبرية: الجيش لم يدمر سوى ربع أنفاق حماس بغزة
زيلينسكي يرى تفكير روسيا بإنهاء الحرب "علامة إيجابية" ويدعو لوقف النار من الغد
بعد جولة خليجية.. روبيو إلى تركيا برفقة ترمب لحضور اجتماع الناتو
الاحتلال يدّعي أنه "سيؤمّن" نقل المساعدات إلى غزة.. وحماس تتهمه بارتكاب "جريمة حرب مركبة"
أردوغان مهنئاً بعيد الأم: لا نستطيع رد جميلهن
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us