والخميس، أيَّد الداعمون لنتنياهو دعوة ترمب، إلا أن المعارضين دعوا الرئيس الأمريكي إلى عدم التدخل في عملية قانونية تجري في إسرائيل.
وفي منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، قال ترمب: "يجب إلغاء محاكمة بيبي نتنياهو على الفور، أو منح العفو لبطل عظيم، فعل الكثير من أجل الدولة"، وأضاف: "لقد أنقذت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل، والآن ستكون هي من ينقذ بيبي نتنياهو، لا يمكن السماح بهذه المهزلة - العدالة".
بدوره، سارع نتنياهو إلى شكر ترمب، وأعاد نشر كلماته مترجمة إلى العبرية عبر حسابه في منصة "إكس"، قائلاً: "شكراً لك الرئيس ترمب على دعمك المؤثر لي، ودعمك الهائل لإسرائيل والشعب اليهودي. سنواصل العمل معاً لهزيمة أعدائنا المشتركين، وتحرير رهائننا، وتوسيع دائرة السلام".
في المقابل، عبّر معارضو نتنياهو عن رفضهم لتدخل ترمب، مؤكدين أن على الولايات المتحدة احترام استقلال النظام القضائي الإسرائيلي.
ويحاكَم نتنياهو منذ عدة أشهر في ثلاث قضايا فساد معروفة بملفات "1000"، و"2000"، و"4000"، ويواجه فيها تهماً بالرشوة والاحتيال وإساءة استغلال الأمانة، ما قد يؤدي إلى الحكم عليه بالسجن في حال إدانته.
وتتضمن لائحة الاتهام الموجَّهة إلى نتنياهو ثلاث قضايا رئيسية هي "الملف 1000"، ويتعلق بتلقي نتنياهو وأفراد من أسرته هدايا ثمينة، مثل السيجار الفاخر والمجوهرات، من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومنافع مختلفة لهم.
و"الملف 2000"، ويُتهم فيه نتنياهو بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت”، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية، مقابل الحد من نفوذ صحيفة منافسة.
أما "الملف 4000"، وهو الأخطر، ويتضمن اتهامه بمنح تسهيلات تنظيمية كبيرة لشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية داعمة له في موقع "واللا" الإخباري التابع لنفس المجموعة.
ويمكن وقف محاكمة نتنياهو حال التوصل إلى صفقة "إقرار بالذنب" مع النيابة العامة يصدِّق عليها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بإعلان عفو عن نتنياهو.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "يعتقد هرتسوغ أن محاكمة نتنياهو يجب أن تُختتم في هذا الوقت من خلال اتفاق إقرار بالذنب، لأن إسرائيل، من وجهة نظره، دولة قانون ذات سيادة وديمقراطية، ونظام قضائي مستقل".
وأضافت: "وعلى خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الداعية إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، يعتقد هرتسوغ أنه ينبغي على الأطراف الدخول في حوار مكثف في أقرب وقت ممكن، كما أوصت المحكمة".
وحسب الصحيفة فإنه "جرى توجيه السؤال إلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، عمّا إذا كان الرئيس الأمريكي سيفرض عقوبات على النظام القضائي الإسرائيلي بعد دعوته إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، فأجاب: أؤيد كلام ترمب، وسأترك تصريحاته قائمة بذاتها".
كانت إدارة ترمب قد فرضت عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وقضاتها؛ لرفض سحب مذكرة اعتقال أصدرتها ضد نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في قطاع غزة.
ومن المقرر أن يمْثل نتنياهو مجدداً أمام المحكمة المركزية، الاثنين المقبل، بعد توقف محاكمته طوال فترة الحرب على إيران التي استمرت 12 يوماً.