وارتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بهجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الأربعاء إلى 99 شخصاً، بينهم أطفال، في إطار جرائم الإبادة الجماعية التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها بحق المدنيين منذ 21 شهراً.

وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بمجازر ارتكبها جيش الاحتلال بالقصف وإطلاق النيران في مناطق متفرقة من القطاع ارتفع من 61 إلى 99، بعد استشهاد 38 شخصاً خلال الساعات القليلة الماضية.

وفي أحدث الهجمات، أفادت المصادر الطبية باستشهاد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً جنوب غربي مدينة غزة.

وأفادت المصادر الطبية باستشهاد 8 فلسطينيين بينهم طفلان وفقدان عدد آخر (لم يُحدد) في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة أبو عجوة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وفي غارة أخرى، استشهد 9 أشخاص بينهم 5 أطفال فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة عقيلان في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وفق المصادر الطبية.

وجنوب مدينة غزة، أسفرت غارة إسرائيلية على منزل بحي الشجاعية عن استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة آخرين، بينهم حالات خطيرة، وفق المصادر.

كما أشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال قتل 5 فلسطينيين وأصاب آخرين بقصف جوي استهدف مدنيين غرب مدينة غزة.

وأوضحت المصادر أن 3 فلسطينيين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين قرب مسجد الجولاني في حي التفاح شرق المدينة.

وأشارت إلى أن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة التلمس في منطقة الكرامة شمال غربي مدينة غزة، ارتفع من 3 (أم وطفليها)، إلى 5 أشخاص.

وسبقه بفترة وجيزة، استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بغارة استهدفت تجمعاً لمدنيين وسط مدينة غزة، وفق المصادر ذاتها.

وفي شمال القطاع، قالت المصادر الطبية، إن 5 فلسطينيين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلين لعائلتي نصر والددا في جباليا النزلة.

فيما أكدت استشهاد 13 فلسطينياً وإصابة آخرين (لم يُحدد العدد) في قصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة من جباليا البلد والنزلة.

وسط وجنوب القطاع وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، قالت المصادر، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 6 فلسطينيين بقصف استهدف منزلاً لعائلة شحادة.

وذكرت المصادر أن فلسطينيين استشهدا في قصف إسرائيلي على شمال شرق النصيرات، وفق المصادر الطبية.

كما استشهد 8 فلسطينيين وأصيب 18 آخرون، بينهم حالتان خطيرتان، جراء استهداف الاحتلال منتظري مساعدات بالرصاص الحي على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، وفق المصادر ذاتها.

وأشارت إلى أن الطواقم الطبية انتشلت جثمان شاب فلسطيني استشهد بوسط القطاع في قصف إسرائيلي سابق، من دون تحديد المنطقة.

وفي مدينة دير البلح في المحافظة الوسطى، أفادت المصادر باستشهاد 4 فلسطينيين في قصف منزل يعود لعائلة "سلمان".

وفي خان يونس جنوب القطاع، أشارت المصادر إلى استشهاد 7 فلسطينيين في غارات إسرائيلية متفرقة وإطلاق نار على مناطق مختلفة من المدينة.

وأفادت المصادر باستشهاد 3 فلسطينيين متأثرين بجراح أصيبوا بها في قصف إسرائيلي سابق على خان يونس.

وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، قالت المصادر، إن 5 فلسطينيين من منتظري المساعدات استشهدوا برصاص جيش الاحتلال قرب مركز التوزيع غرب المدينة.

كميات محدودة من وحدات الدم

في سياق متصل، دخلت كميات محدودة جداً من وحدات الدم والبلازما إلى قطاع غزة، الأربعاء، في وقت تشهد فيه المستشفيات المحاصرة عجزاً حاداً واحتياجاً متصاعداً.

ورغم الضغوط الدولية الكبيرة على إسرائيل، فإنها سمحت بدخول 2900 من وحدات الدم والبلازما لمصلحة المستشفيات في غزة، وفق ما أفاد محمد صقر، متحدث مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي القطاع.

 وأوضح صقر في تصريحات أن "المجمع استلم 1500 وحدة بلازما و1400 وحدة دم أرسلت من الضفة الغربية، وهي كمية تكفي احتياجات المجمع لمدة أسبوعين فقط".

وحذّر من أن هذه الكميات لن تكفي سوى أسبوع واحد في حال جرى توزيعها على مستشفيات القطاع كافة، مؤكداً أن حجم الإصابات اليومي كبير جداً، ويستنزف ما تبقى من قدرات المنظومة الصحية.

وشدد صقر على أن هذه الكميات "لا تغطي سوى جزء يسير من الاحتياج الطبي المتزايد"، مطالباً منظمة الصحة العالمية بالضغط لإدخال شحنات دم بشكل مستمر ومنتظم.

وفي وقت سابق اليوم، حذرت وزارة الصحة في غزة، من أن الأوضاع الصحية والإنسانية وصلت إلى "مرحلة كارثية"، في ظل منع إسرائيل إدخال الإمدادات الطبية الطارئة.

وأشارت إلى أن انهيار مخزون الأدوية والمستهلكات الطبية أدى لتدهور الخدمات التخصصية، وخصوصاً لمرضى السرطان والقلب.

وأوضحت الوزارة أن 47% من قائمة الأدوية الأساسية، و65% من المستهلكات الطبية أصبحت أرصدتها صفراً، فيما تعمل 9 محطات فقط من أصل 34 لتوليد الأوكسجين بشكل جزئي، ما يؤثر في تزويد المستشفيات.

كما أشارت إلى أن حملات التبرع المجتمعي بالدم باتت بلا جدوى بسبب انتشار سوء التغذية وفقر الدم.

"الأونروا تواجه أزمة وجود"

إلى ذلك، قال فيليبي لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إن مليوني شخص في قطاع غزة يتعرضون للتجويع، في الوقت الذي تتكدس فيه الإمدادات الغذائية والطبية على الحدود.

وفي كلمة له خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة أمس، قال لازاريني، "إن الوكالة تمر بنقطة تحول في الأرض الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي يهدد بتغيير دائم للمعايير الراسخة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ تشهد المرحلة تنفيذ مشروع استغرق إعداده عقوداً، بهدف فصل الفلسطينيين عن فلسطين".

واعتبر لازاريني أن "هذه هي الذروة المقيتة لـ20 شهراً من التقاعس والإفلات من العقاب، التي جرى خلالها الإبلاغ عن مقتل أكثر من 55 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال".

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.