وأفادت الوزارة بأن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 79 قتيلاً، بينهم خمسة جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، و391 مصاباً، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي. وأشارت إلى وجود عدد من الضحايا لا تزال جثامينهم تحت الركام أو في الطرقات، إذ تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
كما لفتت الوزارة إلى أن عدد الشهداء الذين سقطوا في أثناء انتظار المساعدات منذ بدء العمل بآلية التوزيع الجديدة في 27 مايو/أيار الماضي بلغ 549 شهيداً وأكثر من 4000 مصاب، بعد استشهاد 33 شخصاً وإصابة أكثر من 267 خلال الساعات الماضية، نتيجة الاستهداف المباشر لتجمعات المدنيين في أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.
وتنفذ إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، خطة لتوزيع مساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي آلية غير خاضعة لإشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتواجه رفضاً من جهات أممية.
وبحسب الوزارة، فإن عدد الشهداء والمصابين منذ 18 مارس/آذار 2025 فقط بلغ 5833 شهيداً و20198 جريحاً، في حين لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة في عموم مناطق القطاع.
ومنذ صباح الأربعاء، استشهد 47 فلسطينياً، بينهم 12 شخصاً في أثناء انتظارهم المساعدات، في هجمات متفرقة شملت غارات جوية وإطلاق نار في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وتشير مصادر طبية وشهود عيان إلى أن الهجمات تركزت على منازل سكنية ومناطق توزيع مساعدات شمال ووسط القطاع.
وفي وسط مدينة غزة، أودت غارة جوية بحياة اثنين من المدنيين وأدت إلى إصابات أخرى، بينما استشهد خمسة آخرون في هجمات على مناطق في مدينة خان يونس، بينهم اثنان من منتظري المساعدات. وفي بلدة جباليا شمالاً، أسفر قصف جوي عن استشهاد ثلاثة مدنيين، ولا يزال عدد من الأشخاص تحت الأنقاض.
وفي حي الشجاعية، جنوب مدينة غزة، استشهد 12 فلسطينياً في غارة استهدفت منزلاً سكنياً. كما استُهدف مدنيون في غارات غرب المدينة، أسفرت عن استشهاد خمسة آخرين.
وفي وسط وجنوب القطاع، استشهد ستة أشخاص في قصف على منزل لعائلة شحادة شمال مخيم النصيرات، وأربعة آخرون في غارة على منزل لعائلة سلمان في دير البلح.
كما أسفر إطلاق النار على تجمعات للمساعدات في شارع صلاح الدين جنوب وادي غزة عن استشهاد سبعة وإصابة 18 آخرين، بينهم حالتان خطيرتان. وفي رفح، قُتل ثلاثة من منتظري المساعدات برصاص جيش الاحتلال.
تعمد قنص المدنيين
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال يتعمد قنص المدنيين بالذخيرة الحية خلال محاولاتهم الوصول إلى المساعدات، واصفاً نقاط التوزيع بأنها "مصائد موت".
وأكد مدير المكتب، إسماعيل الثوابتة، أن طبيعة الإصابات تشير إلى استخدام ذخائر متفجرة وذخيرة محرمة دولياً، شملت إصابات مباشرة في الرأس والصدر وبتراً في الأطراف.
وأشار إلى أن تقارير طبية وشهادات ناجين ومقاطع مصورة تؤكد استهداف المدنيين من مسافات قريبة، وبعض الهجمات نُفذت عبر طائرات استطلاع أو طائرات مسيّرة استهدفت تجمعات غذائية.
من جهته، أكد المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني أن مليوني فلسطيني في غزة يواجهون خطر المجاعة، متهماً إسرائيل باستخدام الغذاء سلاحاً لنزع الإنسانية. وفي كلمته خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وصف آلية المساعدات الجديدة بأنها "فخ للموت".
تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار معظم معابر قطاع غزة، ولا تسمح سوى بمرور عدد محدود من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها، رغم الحاجة اليومية إلى نحو 500 شاحنة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية في القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع. وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.