وقالت “القسام” في منشور على تليغرام، إن "العملية نُفِّذت قرب مسجد علي بن أبي طالب في منطقة معن جنوبي خان يونس، التي أعلن العدو مقتل 7 جنود داخلهما بينهم ضابط"، وأكدت أن العملية تأتي ضمن سلسلة عمليات "حجارة داوود".
وبدأ المقطع المصور الذي نشرته “القسام” برصد تحركات لآليات إسرائيلية في المكان، حيث ظهرت ناقلات جند ودبابات وجرافات بوضوح، إلى جانب مشاهد لجنود إسرائيليين يعتلونها في وضع مكشوف.
وتُظهر المشاهد لاحقاً لحظة تنفيذ الكمين الذي ركز على استهداف ناقلتين من هذه الآليات، حيث تحرك أحد عناصر “القسام” نحو الناقلة الخلفية، فيما تقدم عنصر آخر كان يحمل الكاميرا باتجاه الناقلة الأمامية.
ووثَّق المقطع لحظة إلقاء عبوة متفجرة داخل الناقلة الأولى من فتحتها العلوية، قبل أن يفر منفِّذ العملية من المكان. وبعد ثوانٍ، سُمع دويّ انفجار قوي استهدف الناقلة الأمامية، أعقبه مباشرةً انفجار ثانٍ استهدف الناقلة الخلفية.
وقالت “القسام” إن الانفجارين نتجا عن تفجير عبوتين من نوع "شواظ" و"العمل الفدائي"، ما أدى إلى اشتعال النيران في الناقلتين ومقتل 7 عسكريين بينهم ضابط، وفق ما أقرَّ به الجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت "القسام" أنها دمَّرت ناقلتَي جند وجرافتين عسكريتين إسرائيليتين في مدينة خان يونس، مؤكدةً احتراق إحدى ناقلتَي الجند وطاقمها بالكامل.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل 7 عسكريين خلال معارك في خان يونس، ينتمون إلى "كتيبة الهندسة القتالية 605"، وفق بيان رسمي.
وقالت “القسام” إن مقاتليها نفَّذوا الثلاثاء، كميناً مركَّباً أسفر عن تدمير ناقلة جند إسرائيلية بواسطة عبوة ناسفة من نوع "شواظ" وُضعت داخل قمرة القيادة، ما أدى إلى احتراق الناقلة وطاقمها بالكامل.
وأضافت: "بعدها استهدف مجاهدونا ناقلة جند صهيونية أخرى بعبوة العمل الفدائي، وذلك بالقرب من مسجد علي بن أبي طالب في منطقة معن جنوبي مدينة خان يونس، ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحيّ للإخلاء الذي استمر لعدة ساعات".
نتائج التحقيقات
في المقابل، قالت القناة "14"، (خاصة)، إن نتائج التحقيق تأتي "خلافاً للتقييمات الأولية بأن ناقلة الجند المدرعة (في خان يونس/ جنوب) أُصيبت بصاروخ مضاد للدروع أو بعبوة ناسفة بدائية".
وأوضحت أن "النتائج تشير إلى خلل خطير في تأمين محيط المنطقة، وهو ما ظهر جلياً في حوادث عدة سابقة"، وأضافت: "تكشف نتائج التحقيق في الحادثة، التي أودت بحياة سبعة جنود، عن صورة عملياتية صعبة ومعقدة".
وتابعت القناة: "وتستبعد نتائج الفحص الأوَّلي احتمال إصابة ناقلة الجند المدرعة من نوع (بوما) بصاروخ مضاد للدبابات أو بعبوة مثبتة على جانبها"، وأضافت أنه من خلال فحص المركبة، تبيّن أن جدرانها وطبقة الحماية الخارجية ظلت سليمة دون أي علامات اختراق، وفق القناة.
وأفادت بأن "التحقيق يكشف عن أن مسلحاً خرج من فتحة نفق قريبة، وتمكَّن على ما يبدو من الاقتراب من ناقلة الجند وصعد عليها، وألقى داخلها عبوة ناسفة صغيرة يُعتقد أنها من نوع (شواظ)"، وأضافت أنه "رغم صغر حجم العبوة، فإنها أدت إلى انفجار قاتل في المساحة المغلقة، ما تسبب في النتيجة المأساوية".
كانت هيئة البث الإسرائيلية، قد قالت في وقت سابق، إن "التحقيقات الأولية أوضحت أن عربة فومه الهندسية (ناقلة جند) التابعة للكتيبة أُصيبت بعبوة ناسفة وضعها أحد الفلسطينيين"، وأضافت: "اندلعت النيران في العربة، وحاول الجنود إخمادها دون جدوى، إلى أن غطَّتها جرافة D9 بالتراب لإخمادها، ثم جرى سحبها من الميدان، فيما كانت لا تزال مشتعلة وبداخلها الجنود الضحايا".
كما أشارت هيئة البث إلى أنه "في حادثة منفصلة خلال نفس اليوم، أُصيب جنديان من نفس الكتيبة، أحدهما بجراح خطيرة، بعد استهداف جرافة D9 بصاروخ مضاد للدروع أُطلق في خان يونس في أثناء عمل مشترك مع كتيبة غولاني 51"، وقالت: "بذلك يرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب إلى 879".
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت "القسام" بتدمير جرافة عسكرية إسرائيلية من طراز "D9" بعبوة ناسفة من نوع "شواظ"، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها لنحو ساعة، وأضافت أنه عند تقدم جرافة أخرى لمحاولة الإنقاذ، جرى استهدافها بقذيفة "الياسين 105" في منطقة التوحيد ببلدة معن جنوبي خان يونس.
تأتي هذه العمليات في سياق رد الفصائل الفلسطينية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعمٍ أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة أكثر من 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.