وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيفي دوفرين، الخميس، إن الجيش لا ينوي الكشف عن بيانات رسمية تتعلق بحالات الانتحار في صفوف جنوده خلال عام 2025، رغم تزايد التقارير عن تصاعد الظاهرة جراء تداعيات الحرب على غزة.
ورداً على سؤال أحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي، اكتفى دوفرين بالقول: "كل جندي عزيز علينا، لكننا لا نستطيع أن ننشر للجمهور كل شيء، وهذا أمر طبيعي".
وتحدثت وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة معاريف والقناة 12 وموقع والا، عن 4 محاولات انتحار خلال الأسبوعين الأخيرين في صفوف الجيش، 3 منها انتهت بالوفاة.
وفي السياق نفسه، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن قسم القوى البشرية يرفض الإفصاح عن العدد الحقيقي للجنود المنتحرين، فيما وجّه 9 من أصل 25 عضواً في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست رسالة إلى رئيس اللجنة يولي إدلشتاين لعقد جلسة طارئة لبحث القضية.
وحسب معطيات رسمية سابقة، سجل العام الماضي 21 حالة انتحار بين الجنود، وهو أعلى رقم منذ أكثر من عقد، مقارنة بـ17 حالة انتحار في 2023. وتؤكد تقارير إسرائيلية أن الحرب الجارية فاقمت الظاهرة.
وخلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 893 عسكرياً إسرائيلياً وأصيب 6108، وفق بيانات الجيش، فيما يشير مراقبون إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر من ذلك.
في المقابل، تواصل إسرائيل بدعم أمريكي ارتكاب إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 198 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
سرايا القدس: قتل وجرح "مستعربين" بخان يونس
في تطور ميداني متزامن، أعلنت سرايا القدس، الخميس، استهداف قوة من وحدة "المستعربين" التابعة لجيش الاحتلال، كانت تستقل مركبة في شارع جلال وسط خان يونس جنوبي غزة.
وقالت السرايا، في منشور عبر تليغرام، إنها أصابت المركبة بقذيفة (RPG)، أعقبها اشتباك مباشر بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، ما أدى إلى "قتل وجرح عدد من أفراد القوة". وحتى الساعة 15:00 ت.غ، لم يصدر تعليق من الجيش على العملية.
و"المستعربون" هم وحدة خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدربة على التغلغل بين السكان الفلسطينيين بملابس ولهجات محلية، وتضم أحياناً بعض المجندين الدروز، وفق مراكز دراسات إسرائيلية.
وتُستخدم هذه الوحدة عادة في مهام خاصة، تشمل التسلل والاغتيالات وتفخيخ المباني والبحث عن الأنفاق، منذ بداية التوغل البري في غزة. وفي وقت سابق الخميس، أعلنت سرايا القدس أيضاً قصف مستوطنات سديروت ومفلاسيم ونير عوز المحاذية للقطاع.
قصف السويداء: غطاء "حماية الدروز"
في السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال المؤتمر الصحفي، أن الجيش قصف أكثر من 100 هدف في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بدعوى استهداف مركبات عسكرية.
وجاء ذلك في أعقاب مواجهات دامية اندلعت بين مسلحين دروز وبدو في السويداء، تدخلت على إثرها قوات الجيش السوري لضبط الأوضاع.
وتحت ذريعة "حماية الدروز"، صعّدت إسرائيل اعتداءاتها على سوريا خلال الأيام الماضية، بما شمل قصف هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق الأربعاء، وفق وسائل إعلام عبرية.
وتزامن ذلك مع اقتحام مئات الإسرائيليين الدروز الحدود مع سوريا، وسط تلميحات من صحيفة هآرتس إلى وجود تواطؤ من الجيش الإسرائيلي في هذه الخطوة.
وفي بيان مشترك سابق، شدد معظم زعماء الطائفة الدرزية في سوريا على رفضهم لأي تدخل خارجي، وتمسكهم بوحدة البلاد.