وقالت هيئة البث العبرية الرسمية: "أقلع وفد التفاوض الإسرائيلي قبل وقت قصير إلى الدوحة"، وأضافت أن الوفد "غادر تل أبيب على متن طائرة إدارية خاصة، هي نفسها التي أقلته في السابق أيضاً".
من جانبها، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الوفد الإسرائيلي يضم منسّق شؤون الأسرى والمفقودين بالحكومة غال هيرش، ونائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ومستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للشؤون السياسية الدكتور أوفير فالك، ومسؤولاً في الموساد، إضافة إلى ممثلين آخرين للشاباك والموساد.
من جهة أخرى، قال مسؤول فلسطيني مطلع على سير المحادثات، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن وفد حماس برئاسة خليل الحية، إلى جانب الطواقم الفنية، موجودون حالياً في الدوحة ومستعدون لخوض مفاوضات "جدية". وأوضح أن المباحثات ستركز على آليات تنفيذ اتفاق الإطار لوقف النار، بناءً على المقترح الجديد المطروح.
ومساء السبت، وصفت إسرائيل، تعديلات حماس على المقترح القطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بأنها "غير مقبولة".
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، "جرى تسليم التعديلات التي طلبتها حماس على المقترح القطري إلى إسرائيل الليلة الماضية، وهي غير مقبولة لإسرائيل".
وقال البيان: "بعد تقييم الموقف، وجّه نتنياهو بالموافقة على الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة، ومواصلة الاتصالات لاستعادة أسرانا، على أساس المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل"، وأضاف: "سيغادر فريق التفاوض غداً (اليوم الأحد) إلى قطر لإجراء المحادثات".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن أبرز العقبات أمام التوصل لاتفاق تتمثل في إصرار حماس على أن تشرف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات، وهو ما ترفضه إسرائيل.
كما تطالب حماس بضمانات بعدم استئناف الحرب عقب انتهاء هدنة الـ60 يوماً، فضلاً عن خلافات بشأن هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة "هآرتس"، فإنّ تفاصيل الصفقة المقترحة، تتضمن إطلاق سراح نصف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء ونصف عدد الجثامين (10 أحياء و18 جثماناً) على مراحل خلال 60 يوماً.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتسحب قواتها تدريجياً من مناطق متفق عليها داخل غزة، وهو بند قد يشكل نقطة خلاف لتل أبيب التي تطالب بنزع سلاح حماس، ونفي قادتها للخارج.
وتقدر تل أبيب وجود 50 محتجزاً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو في وقت لاحق الأحد إلى واشنطن على أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاثنين.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن ترمب قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خلال اجتماعه مع نتنياهو، الاثنين.
يذكر أن المعارضة الإسرائيلية وعائلات المحتجزين أكدوا مراراً أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفاً في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الحرب أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.