وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت مدن بيت لحم وبيت جالا، وبلدات الدوحة والخضر وبيت فجار وجبل الموالح، جنوبي الضفة.
وذكرت المصادر أن مواجهات اندلعت بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، استخدمت فيها القوات قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
كما اقتحمت قوات الاحتلال، معززة بجرافة عسكرية، مخيم الفوار جنوب الخليل. وأطلقت فور اقتحامها وابلاً كثيفاً من قنابل الصوت والإنارة، في حين دهمت منازل عدة واعتقلت أكثر من 30 فلسطينياً. واقتحمت القوات أيضاً بلدة إذنا غرب الخليل، وبلدة سعير شمال شرق الخليل، وسيرت دورياتها فيهما وداهمت عدة منازل وفتشتها.
عدوان متواصل شمال الضفة
أما في شمال الضفة، فتواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الثالث والثمانين، ولليوم السبعين على مخيم نور شمس.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن المدينة شهدت مساء أمس الجمعة، انتشاراً مكثفاً للآليات العسكرية وفرق المشاة، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، والقنابل الصوتية.
واحتجزت قوات الاحتلال عدداً من الشبان الفلسطينيين، وحققت معهم ميدانياً، ونصبت حاجزاً عسكرياً عند مفرق التربية القديم، كما اقتحمت قوات من المشاة ضاحية ذنابة شرق المدينة، ونفذت عمليات تمشيط وتفتيش واسعة.
وفي مخيم نور شمس، أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي بكثافة تجاه المنازل في منطقة جبل النصر. كما شرعت جرافة الاحتلال في تجريف ساحة المدارس في مخيم طولكرم، وأغلقت مدخله الشمالي بمزيد من السواتر الترابية، في محاولة لمحاصرته وعزله عن محيطه.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال وضعت أسلاكاً شائكة في المداخل المؤدية إلى المخيم، بينما انتشرت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال في حارة المطار، وشرعوا في مداهمة عدد من المنازل، متسببين في أعمال تخريب وتدمير واسعة.
من جهتها، نشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مساء أمس الجمعة، مقطع فيديو قالت في بيان إنه صُوِّر "في أثناء اعتداء قوات الاحتلال على طاقم إسعاف الهلال الأحمر في بلدة بيت فوريك" شرق نابلس، شمالي الضفة.
وأظهر مقطع الفيديو اعتراض آليتين عسكريتين إسرائيليتين لمركبة إسعاف تتبع الهلال الأحمر، كانت تسير وهي تشعل أضواء الطوارئ الخاصة بها.
كما وثق الفيديو لحظة ترجُّل جنديين من إحدى الآليتين وتوجه أحدهما نحو مركبة الإسعاف، إذ اعتدى لفظياً على الطاقم، قبل أن يُقدم لاحقاً على توجيه لكمة لسائق المركبة، ويجبره على تغيير طريقه والعودة تحت تهديد السلاح.
وتزامن هذا الاعتداء مع اندلاع مواجهات في البلدة، إذ كان الطاقم يتوجه إلى المكان تحسباً لوقوع إصابات، وفق الهلال الأحمر.
وفي حادثة أخرى الجمعة، قال الهلال الأحمر إن "قوات الاحتلال احتجزت سيارة إسعاف في منطقة جبل الطويل بمدينة البيرة (وسط الضفة) خلال توجهها إلى أحد المصابين في المنطقة".
اعتداءات المستوطنين
تزامناً مع ذلك، نقلت "وفا" عن رئيس بلدية سلواد شمال شرق رام الله، رائد حامد قوله، أمس الجمعة، إن عدداً من المستوطنين هاجموا بالعصي والحجارة مجموعة من شبان البلدة، في أثناء وجودهم في حقول زراعية محاذية لمدخل بلدة دير جرير المجاورة، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح ورضوض، وأن حالة الشاب استدعت نقله إلى مستشفى برام الله لتلقي العلاج.
كما أفادت مصادر محلية بأن عشرات المستوطنين اقتحموا "جبل العرمة" الواقع شرق بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وانتشر المستوطنون على قمة الجبل وفي محيطه، حيث اقتحم بعضهم غُرفاً تعود ملكيتها لفلسطينيين من البلدة.
وصباح اليوم السبت، أفاد المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، لـ"وفا"، بأن عدداً من المستوطنين المسلحين اقتحموا قرية راس عين العوجا البدوية شمال أريحا، ومعهم قطيع من الماشية، ورعوا أغنامهم وسط مساكن الفلسطينيين، وأتلفوا ممتلكاتهم، لمنعهم من الاستفادة من تلك الأراضي.
وفي الأغوار الشمالية، أقدم مستوطنون على سرقة مضخات للمياه وتخريب مزروعات في خربة الدير، وفق شهود عيان.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 952 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفاً و400 آخرين وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.