وقال مرداوي في بيان: "المرحلة الماضية شهدت طرح عدد من المبادرات والمقترحات التي تسعى إلى التهدئة ووقف العدوان، وتنفيذ خطوات سياسية إغاثية إنسانية شملت الانسحاب من غزة وتبادل الأسرى وبدء إعادة الإعمار ورفع الحصار".
وأكد المتحدث أن القوى الفلسطينية تعاملت مع هذه المبادرات بمسؤولية وجدية "إلا أن الاحتلال تنصل من التفاهمات، ونكث وعوده للوسطاء، وعاد إلى سياسة القتل والتصعيد".
وجدد القيادي بحماس تأكيد جهوزية فصائل المقاومة الفلسطينية لمواصلة العمل والمفاوضات بكل مسؤولية "من أجل تحقيق أهدافها".
وشدد مرداوي على أن تنصل إسرائيل يضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد "إما أن يتحرك وفق القانون والعدالة أو يستمر في سياسة ازدواجية المعايير، ما يهدد الاستقرار ليس فقط في فلسطين بل في المنطقة بأسرها".
وعلى مدار 18 شهراً انخرطت حماس بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة قطرية-مصرية-أمريكية، وتوصلت إلى عدة اتفاقات قبل أن تتنصل منها تل أبيب.
ولم تسفر المفاوضات عن إنهاء الإبادة في قطاع غزة والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، بسبب خروقات تل أبيب للاتفاقات وتنصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منها، في ظل التزام حماس بالبنود المتفق عليها.
وكان آخر الخروقات استئناف إسرائيل في 18 مارس/آذار الإبادة في قطاع غزة والتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي استمر 58 يوماً منذ 19 يناير/كانون الثاني 2025.
رفض دخول المساعدات
في المقابل، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، الخميس، التماسات تطالب بالسماح بوصول المساعدات إلى قطاع غزة، الذي تمنع تل أبيب إدخالها إليه، ما فاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع.
وقالت صحيفة معاريف العبرية الخاصة إن قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية رفضوا بالإجماع التماسات مقدَّمة من منظمات حقوقية طالبت بالسماح بوصول المساعدات إلى غزة.
ورأى القضاة أنه "لا يوجد سبب لتدخل المحكمة في قرارات وسلوك الجيش في غزة".
ووفق مراقبين، يقدم القرار غطاءً لممارسات الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد فلسطينيي غزة، بما يشمل الحصار، واستخدام التجويع أسلوب ضغط.
كانت منظمات حقوقية وإنسانية إسرائيلية قد تقدمت بهذه الالتماسات، حسب هيئة البث العبرية الرسمية، وجاء في الالتماسات أن "أحكام القانون الدولي والإسرائيلي تلزم إسرائيل بضمان تقديم المساعدات الإنسانية لمواطني غزة".
وفي 2 مارس/آذار الجاري أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية محلية.
وبدعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية، في غزة خلَّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.