وانطلقت بنيويورك فاعليات المؤتمر يوم الاثنين برئاسة السعودية وفرنسا وبحضور فلسطين وغياب أمريكي وبمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، حيث استمر لمدة يومين وانتهى الثلاثاء.
وبحسَب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أعرب عباس في بيان أول عن "تقديره وترحيبه بما جاء في نداء نيويورك الصادر عن وزراء خارجية عدة دول أكدت اعترافها بدولة فلسطين، وعن رغبة الدول التي لم تعترف منها بالاعتراف بدولة فلسطين".
وأشارت وفا إلى أن تلك الدول هي أندورا، وأستراليا، وكندا، وفنلندا، وفرنسا، وآيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسان مارينو، وسلوفينيا، وإسبانيا.
وفي وقت سابق الأربعاء، أطلقت 15 دولة غربية، بينها فرنسا، نداءً جماعياً للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية على موقعها الإلكتروني.
ونقلت وفا إشادة الرئيس الفلسطيني بمواقف تلك الدول التي وصفها بـ"الشجاعة والتي أكدت التزامها رؤية حل الدولتين، والسلام القائم على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وقال عباس: "اعتراف هذه الدول بدولة فلسطين، أو إعلانها استعدادها الإيجابي للاعتراف بدولة فلسطين، يمثل خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام العادل والشامل"، مضيفاً أن تلك الجهود الدولية "تعزز إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا الدول الأخرى إلى الانضمام إلى هذا النداء، والإسهام في دفع العملية السياسية على أساس حل الدولتين، بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
وفي البيان الثاني للرئيس، أوضحت وفا أن عباس رحب بإعلان نيويورك بشأن التسوية السلمية لمسألة فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، وأفادت الوكالة بأن عباس أكد الأهمية البالغة للنتائج التي أسفر عنها المؤتمر وضرورة متابعتها بجدية.
كما أعرب عن ثقته بأن الخطوات المحددة التي أُعلِن عنها في مؤتمر نيويورك ستدخل "حيز التنفيذ"، قائلاً: "هذا المؤتمر، بما خلقه من حراك دبلوماسي وديناميكية سياسية، ستكون له نتائج إيجابية ملموسة على طريق إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وصدر مساء الثلاثاء عن المؤتمر في الجلسة الختامية ما عُرف بـ"إعلان نيويورك" الذي أكد الاتفاق على اتخاذ خطوات ملموسة محددة زمنياً لتحقيق هذا الهدف.
وأشار الإعلان إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية، مؤكداً أن "إعمار غزة سيحدث بدعم من صندوق دولي، ومن خلال مؤتمر لإعادة الإعمار سيُعقد قريباً في القاهرة".
كما دعا تل أبيب إلى إصدار التزام علني وواضح لحل الدولتين، بما في ذلك دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، وإنهاء العنف والتحريض ضد الفلسطينيين على الفور، ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد الإعلان على أهمية الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة، كما دعا إلى "إصلاحات فلسطينية تشمل الانتخابات خلال عام، وتعزيز الحوكمة والأمن".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.