وشكر فيدان ماليزيا، في كلمة ألقاها، اليوم الجمعة، أمام الاجتماع الثلاثي السابع لشراكة الحوار القطاعي بين تركيا ورابطة دول "آسيان" بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، على كرم ضيافتها، وهنأها على رئاستها الديناميكية والهادفة لتحقيق النتائج، مبيناً أنّ الاجتماع أتاح فرصة مهمة لتقييم التعاون بين تركيا و"آسيان" وتطلعاتهما المستقبلية.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن التوترات الجغرافية والتقلبات الاقتصادية والتحديات البيئية لا تزال عاملاً في رسم مستقبل هذه الفترة.
وتتغير التصورات الأمنية لدى الدول بحسب فيدان، من جديد، بسبب التنافس بين القوى الكبرى وتوجه الدول الإقليمية لتقييم مبادئ أمنها القومي، وأيضاً زيادة إنفاقها الدفاعي، وإعطاء الأولوية للأمن الاقتصادي.
"مواجهة التحديات الإقليمية بالتعاون"
وتطرق فيدان إلى الأزمات المختلفة التي تحدث في العالم مبيناً أن الديناميكيات العالمية مترابطة مع بعضها.
وعلى الرغم من حدوث أزمات في مناطق جغرافية مختلفة، أوضح فيدان أن آليات الحوكمة العالمية القائمة تعجز عن الاستجابة لها.
وقال في هذا الصدد: "الوضع في غزة هو أبرز تجليات هذا الأمر"، داعياً إلى التفاعل والاستجابة للقضايا بشكل جماعي وبناء جسور التعاون ومواجهة التحديات الإقليمية عبر التآزر.
وفي حديثه عن العلاقات وصف فيدان تركيا و"آسيان" بأنهما فاعلتان استراتيجيتان، ولديهما القدرة على التكامل بشكل كبير. وقال "كلا الجانبين يقع في قلب الممرات اللوجستية. ومن هذا المنطلق، يمكننا لعب أدوار مهمة في مجال الترابط"، مضيفاً أنه "يمكن لتركيا وآسيان أن تكونا مركزين للنشاط الاقتصادي في منطقتيهما".
وأشاد بنجاح "آسيان" في تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تركيا تعد الاقتصاد الـ17 عالمياً وأسرع دولة نمواً في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "OECD".
وأكمل وزير الخارجية التركي: "تجاوز حجم تجارتنا الثنائية 15.7 مليار دولار العام الماضي. وهذا يُظهر الأهمية الهائلة لإمكاناتنا الحالية".
تركيا تدعم رؤية آسيان 2045
وأكد فيدان أن مبدأ "الازدهار المشترك" الذي تتبناه "آسيان" يتوافق مع مبادرة تركيا "آسيا من جديد"، مستدركاً في الوقت نفسه أن هذا ليس الجانب الوحيد للتعاون الثنائي.
وشدد على أن كلا الجانبين يجسد من خلال التعاون مبادئ السلام والمنفعة المتبادلة، وأعرب عن رغبة تركيا في تعميق التعاون مع "آسيان".
وختم بقوله: "هدفنا الأساسي هو الشراكة في الحوار. ومن هذا المنطلق، نرغب في تطوير تعاوننا مع آسيان بما يتماشى مع أهدافنا الاستراتيجية المشتركة. تركيا تدعم رؤية آسيان 2045 لبناء مجتمع حيوي وشامل ومستدام".
ويجري فيدان زيارة رسمية إلى ماليزيا للمشاركة بالدورة 58 لاجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان" الذي انطلق في 8 يوليو/تموز بكوالالمبور، ويتناول أبرز القضايا الدولية والإقليمية الراهنة وتعزيز التعاون بمنظومة الرابطة.
جدير بالذكر أن تركيا انضمت إلى معاهدة الصداقة والتعاون، إحدى الوثائق الأساسية لآسيان عام 2010، واتخذت الخطوة الأولى نحو إقامة علاقات مؤسسية، ومن ثم أصبحت شريك الحوار القطاعي لآسيان في 2017.