وأوضح عراقجي في مقابلة مع قناة "CGTN" الصينية أمس السبت، نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية، أن "ما حدث مؤخراً ليس نزاعاً، بل عدوان سافر من جانب إسرائيل على الجمهورية الإسلامية"، بإشارة إلى العدوان العسكري الذي شنته إسرائيل في 13 يونيو/حزيران الماضي بدعم أمريكي.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن "طهران لم يكن أمامها سوى الدفاع عن نفسها"، وأضاف: "أجبرنا المعتدين على التراجع وطلب وقف إطلاق نار غير مشروط، وقد قبلنا بذلك. لكن هذا الوقف هش، لأن سجل هذا الكيان لا يمكن الوثوق به".
وأكد أن بلاده لا ترغب في الحرب لكنها مستعدة لها، قائلاً: "لم نبدأ هذه الحرب، لكننا كنا مستعدين لها، وما زلنا مستعدين في حال تجددها".
وفي ما يخص مستقبل الاتفاق النووي، شدد عراقجي على أن إيران ملتزمة السلمية الكاملة لبرنامجها النووي، وأبدى استعداد بلاده لإثبات ذلك عبر التفاوض، لكنه لفت إلى أن "انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق 2015 هو السبب الرئيسي في الوضع الحالي"، مضيفاً: "نعم، العودة إلى الاتفاق ممكنة، لكن يجب استبعاد الخيار العسكري والتزام الحل الدبلوماسي".
وحذّر من أن "الهجوم الأخير على المنشآت الإيرانية أثبت أن الخيار العسكري غير مُجدٍ في التعامل مع الملف النووي الإيراني"، مؤكداً أن "التفاوض هو الحل الوحيد، بشرط أن يتخلى الطرف الآخر عن طموحاته العسكرية ويبدأ تعويض الخسائر التي لحقت بإيران".
وفي السياق ذاته، صرّح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، أن استمرار الضغوط الأوروبية قد يدفع إيران لاتخاذ خطوات تصعيدية، منها الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما يتجاوز 60%، وتوسيع نطاق التعاون النووي وتصنيع أجهزة طرد مركزي متطورة.
وانتقد رضائي الموقف الأوروبي بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وتعاملت بشكل سلبي مع الضغوط الأمريكية، لا سيما خلال فترة حكم إدارة الرئيس دونالد ترمب.
وقال إن فشل الآلية المالية الأوروبية (إنستكس) والتزام الأوروبيين العقوبات الأمريكية أظهر "عدم جدوى التفاوض معهم"، مضيفاً: "حتى إذا جرى تفعيل آلية الزناد رسمياً فإن ذلك لن يغيّر شيئاً من واقع العقوبات القصوى المفروضة على إيران".
وختم رضائي تحذيراته بتأكيد أن أي تصعيد غربي سيقابل بـ”رد حازم من إيران”، مشيراً إلى أن طهران لم تستخدم بعد جميع إمكاناتها، وأن "الردود الإيرانية في الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً كانت درساً واضحاً لأعدائها".