وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إن "حلاً سياسياً يقضي بقيام دولتين هو وحده القادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بسلام وأمان. لا بديل من ذلك".
وأضاف أن "مؤتمر الأمم المتحدة المنعقد الآن بنيويورك بشأن التسوية السلمية وحل الدولتين، خطوة حاسمة في طريق حل الدولتين، ومن أهدافه الحصول على تعهدات من دول أوروبية أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين".
ولفت إلى أن "إعلان ماكرون اعتزام فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين سببه أنه لم يعد هناك أي مجال للانتظار".
وأشار إلى أن "الوضع في غزة يفوق التصور وبعد المؤتمر ستكون هناك رؤية مشتركة سنتبناها بشأن مستقبل غزة".
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن "الرياض وباريس عازمتان على تحويل التوافق الدولي بشأن حل الدولتين إلى واقع ملموس والسلام بين إسرائيل وفلسطين مدخل أساسي لتحقيق سلام إقليمي شامل".
وأعرب عن اعتقاده أن انخراط الولايات المتحدة، وخاصة الرئيس ترمب من شأنه تحقيق السلام في غزة.
وأكد أنه "لا مصداقية ولا مبرر لأي حديث عن التطبيع في ظل الحرب والقتل في قطاع غزة".
كما شدد على أنه "يجب أن يكون هناك ممثل واحد للشعب الفلسطيني وهو السلطة الفلسطينية"، موضحاً أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية كان واجباً منذ زمن بعيد ولا يجوز ربطه بالفيتو الإسرائيلي".
وبعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أنه سيعترف بدولة فلسطين رسمياً في سبتمبر/أيلول، يأمل المؤتمر الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة وترأسه باريس والرياض، في إحياء هذا المسار.
والمملكة المتحدة هي من الدول الكبرى التي تريد فرنسا إقناعها بالاعتراف بدولة فلسطين. إلا أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جدّد التأكيد الجمعة أن الاعتراف "يجب أن يندرج في إطار خطة أشمل"، فيما لا تنوي ألمانيا الإقدام على هذه الخطوة "على المدى القصير".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى "نحن جميعاً مدعوون أكثر من أي وقت مضى للتحرك"، داعياً إلى نشر قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني.
وكان من المقرر عقد "مؤتمر فلسطين الدولي" في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بين 17 و20 يونيو/حزيران الماضي، بمشاركة رفيعة وبرئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية، لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، وبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، إلى جانب تشجيع الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لكن عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت في 13 يونيو/حزيران بدعم أمريكي، واستمرت 12 يوماً، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر.
وأعربت كل من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة عن رفضهما إقامة مؤتمر دعم حل الدولتين.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.