وحسب مصادر محلية فلسطينية، تشدد الجهات الداعية إلى هذه الفعاليات على أهمية الحشد الواسع للمشاركة في المسيرات التي ستنطلق بعد صلاة المغرب في مختلف محافظات الضفة، تعبيراً عن وحدة الموقف الشعبي ورفضاً للعقاب الجماعي الإسرائيلي المفروض على غزة.

وفي هذا السياق، دعت القوى الوطنية والشعبية إلى التزام إضراب شامل يشمل مناحي الحياة في مدن الضفة الغربية كافة، وذلك استجابةً لدعوة "الحملة العالمية لوقف الإبادة في غزة"، التي أطلقت مبادرة دولية تحت شعار "الحراك العالمي ضد التجويع"، للضغط من أجل إدخال الغذاء والماء والدواء إلى القطاع ورفع الحصار المفروض عليه منذ أشهر.

وأشارت الحملة إلى أن الإضراب يشكّل رسالة رمزية تضامنية تعبّر عن الرفض الشعبي للتواطؤ الدولي مع ما يتعرض له المدنيون في غزة من تجويع ممنهج وعدوان متواصل أودى بحياة الآلاف، وأدى إلى أزمة إنسانية حادة تهدد حياة الملايين.

قمع التظاهرات في الضفة وامتداد الغضب إلى الشارع الأردني

وشهدت الضفة الغربية مساء السبت، خروج مسيرات ووقفات احتجاجية حاشدة في مدن رام الله ونابلس وجنين، رفع خلالها المتظاهرون شعارات مناصرة لغزة، وهتفوا ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته القمعية، لكن عدداً من هذه الفعاليات قوبل بتدخل عنيف من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، إذ أظهرت تسجيلات مصوّرة اعتقال ناشطين وتفريق المتظاهرين بالقوة، خصوصاً في رام الله ونابلس.

وأدانت منظمة "محامون من أجل العدالة" هذا القمع، واعتبرته انتهاكاً واضحاً للقانون الأساسي الفلسطيني والمواثيق الدولية التي تكفل حرية التعبير والتجمع السلمي.

في موازاة ذلك، شهدت العاصمة الأردنية عمّان ومدن أخرى فعاليات احتجاجية واسعة، عبّر فيها المشاركون عن رفضهم التجويع الإسرائيلي بحق سكان غزة، وطالبوا الحكومة الأردنية بالتحرك العاجل لفك الحصار. وفي حي الطفايلة بعمان، قرع المتظاهرون الأواني المنزلية، في إشارة رمزية إلى الجوع، ورددوا هتافات منددة بـ”الصمت العربي”.

وفي إربد، منعت قوات الأمن الأردنية انطلاق مسيرة من أمام مسجد الهاشمي، فتحولت إلى وقفة احتجاجية عبّر خلالها المشاركون عن تضامنهم مع غزة واستنكارهم ما وصفوه بـ"التخاذل الإقليمي والدولي".

تأتي هذه التحركات في ظل تحذيرات من منظمات دولية من أن نحو 650 ألف طفل في غزة مهددون بالموت بسبب الجوع وسوء التغذية، فيما تواجه عشرات آلاف النساء الحوامل خطراً مباشراً بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية، كما ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة ونقص الأدوية إلى أكثر من 620 حالة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.