وقال زيلينسكي في منشور عبر منصة "إكس"، إن المدفعية الروسية لا تزال تدوي في جبهات عدة، رغم إعلان موسكو وقف العمليات العسكرية. وأضاف: "تصريحات بوتين لم تشمل مناطق كورسك وبيلغورود، حيث لا تزال الأعمال العدائية مستمرة، وجرى تسجيل 59 عملية قصف و5 هجمات في مناطق مختلفة".
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن الهجمات الروسية تواصلت منذ مساء السبت، أي قبل 45 دقيقة من دخول الهدنة حيز التنفيذ، مؤكداً أن الطائرات المسيّرة الروسية بدأت الهجوم عند الساعة 17:15 بالتوقيت المحلي.
ووصف زيلينسكي إعلان وقف إطلاق النار بأنه "محاولة للتلاعب بأرواح البشر"، مشدداً على أن "الهدنة يجب أن تكون شاملة وغير مشروطة لمدة 30 يوماً"، في إشارة إلى عرض سابق طرحته أوكرانيا ورفضته موسكو، وفق ما ذكره وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبها.
وكان بوتين قد أعلن وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد بدءاً من الساعة 18:00 من يوم السبت وحتى منتصف ليل الأحد-الاثنين، قائلاً إنه يأتي "بدافع إنساني" بمناسبة عيد الفصح، متوقعاً أن تبادر كييف بخطوة مماثلة، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة استعداد القوات الروسية لصد أي "خروقات أو استفزازات".
وبعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبجانبه رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، في كاتدرائية المسيح المخلص بالعاصمة، في قداس عيد الفصح الذي ترأسه بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كيريل، الداعم البارز للحرب على أوكرانيا.
ودعا البطريرك كيريل خلال عظته إلى "سلام دائم وعادل في ربوع روسيا التاريخية"، في إشارة إلى الأراضي التي تشمل اليوم أجزاء من أوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية.
من جهتها، رحبت الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار المؤقت، معتبرة أنه خطوة إيجابية، داعية في الوقت نفسه إلى تحويلها إلى "هدنة دائمة".
وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك: "ندعم كل جهد لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل يحفظ سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".
وفي سياق متصل، أعلنت موسكو وكييف أمس السبت تنفيذ عملية تبادل أسرى شملت 246 جندياً من كل طرف، إضافة إلى تبادل أسرى جرحى. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن "31 أسير حرب أوكرانياً جريحاً أُعيدوا مقابل 15 أسير حرب روسياً في حاجة إلى علاج عاجل".
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.