وفجر الأربعاء، بثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد قالت إنها تُظهر لحظة اعتقال قوات الاحتلال الأسير المحرر قتيبة عازم من بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، بعد اقتحام البلدة.
وقالت الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن جيش الاحتلال اقتحم ضاحية ذنابة شرق طولكرم وبلدة السيلة الحارثية غرب جنين في شمال الضفة دون أن يبلغ عن اعتقالات. كما طالت الاقتحامات مدينة نابلس (شمال) وعدداً من قراها، إذ أطلق خلالها جيش الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
وفي قرية مادما جنوب المدينة، أقدم مستوطنون على إشعال النيران في الأراضي الزراعية، ما أدى إلى اشتعال النيران في مئات أشجار الزيتون المعمرة، فيما هُرع الأهالي وطواقم الدفاع المدني لمحاولة إخماد النيران، وفق الوكالة الرسمية.
وفي منطقة الأغوار الشمالية، ذكرت "وفا" أن الجيش سلم مواطناً إخطاراً بهدم خيمة سكنية شيدها بعد أيام من احتراق خيمته. وفي وسط الضفة، اقتحمت قوات الجيش بلدة الجيب شمال غرب القدس، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع صوب منازل المواطنين، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات، فق ذات المصدر.
في سياق متصل، قالت منظمة حقوقية فلسطينية، الثلاثاء، إن مستوطنين إسرائيليين أقاموا بؤرة استيطانية جديدة شمال غرب مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، هي الخامسة في المنطقة ذاتها.
وقالت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو" في بيان :"في تصعيد جديد ولافت لسياسة فرض الأمر الواقع، أقدم مستوطنون إسرائيليون خلال الأيام الماضية، على إقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة المعرجات شمال غرب مدينة أريحا".
ووصفت هذه البؤرة بأنها "واحدة من أكثر الخطوات الاستيطانية خطورة خلال الأشهر الأخيرة"، معتبرة أنها "تمثل رأس حربة في مشروع زاحف يهدف إلى تهويد المناطق الرعوية المفتوحة، وخنق المجتمعات البدوية الأصيلة التي تعيش هناك منذ عقود طويلة".
وأضافت المنظمة أن "المستوطنين نصبوا خياماً، وأحضروا معدات حفر وتسوية، وبدؤوا بإحاطة المكان بأسيجة حديدية". وشددت على أن هذا المشهد بات يتكرر في مختلف مناطق (ج)، "حيث تخلق بؤرة استيطانية بأبسط الوسائل لكنها سرعان ما تتحول إلى موقع محصن، ثم إلى مستوطنة".
وأشارت "منظمة البيد" إلى أن هذه البؤرة المستحدثة هي الخامسة من نوعها التي يجري إنشاؤها على امتداد طريق المعرجات. وأوضحت أن "الهدف ليس فقط السيطرة على قطعة أرض، بل خلق كتلة استيطانية تتحكّم فعلياً بممر حيوي يربط شمال الضفة بجنوبها، ويفصل أريحا عن وسط الضفة".
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 988 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 191 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.