جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها قاسم خلال إحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بحضور جماهيري واسع من أنصار الحزب.
وأكد قاسم أن "الدفاع سيستمر لأننا نؤمن بأن التحرير واجب ولو طال الزمن وكثرت التضحيات"، مشيراً إلى أن "العدو الإسرائيلي لا يزال يحتل خمس نقاط لبنانية، ولا يمكن التسليم بهذا الواقع".
وأضاف: "لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال أو التطبيع، وسنستمر في المقاومة مهما كلفنا الأمر"، لافتاً إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، "لم يُوقف العدوان بل تواصل بدعم أمريكي".
وشدد على أنه "لا يمكن الطلب منّا تليين المواقف أو تسليم السلاح، في ظل استمرار الخروقات والعدوان الإسرائيلي"، معتبراً أن "التهديدات ومحاولات الترهيب لن تدفع الحزب إلى الاستسلام".
وأوضح أن على إسرائيل أولاً تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تشمل الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الخروقات الجوية، وإعادة الأسرى، وبدء إعادة الإعمار، "عندها فقط يمكن الانتقال إلى تطبيق القرار 1701".
وأشار قاسم إلى أن "العدوان والجرائم الإسرائيلية الأمريكية يجب أن تتوقف"، وأن "الدفاع عن لبنان سيستمر ولو اجتمعت الدنيا بأسرها".
وفي المقابل، أبدى استعداد الحزب "للسلم وبناء البلد والتعاون من أجل النهضة والاستقرار"، لكنه أكد أنه "كما هو مستعد للسلم، مستعد للمواجهة والدفاع".
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار أواخر نوفمبر 2024، وثّقت بيانات رسمية سقوط ما لا يقل عن 211 قتيلاً و504 جرحى جراء آلاف الخروقات الإسرائيلية، في وقت يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلال خمس تلال جنوب لبنان رغم انسحاب جزئي من بعض المناطق.
وفي ظل هذا الوضع، تتزايد الضغوط الدولية، وخصوصاً من الولايات المتحدة، على لبنان لنزع سلاح حزب الله، في وقت تعتبر السلطات اللبنانية أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعرقل بسط الدولة لسيادتها وتطبيق قراراتها.
والسبت، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيروت، أن "الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال في الجنوب ومواصلة اعتداءاته يصعّب تطبيق القرارات السيادية، وعلى رأسها حصر السلاح بيد الدولة".
وفي ختام كلمته، وجّه قاسم التحية لأهالي قطاع غزة، مشيداً بصمودهم وتضحياتهم، قائلاً: "قدموا ما لم يقدّمه أحد في وجه الاحتلال... وفلسطين ستبقى لأهلها، ونحن موقنون بتحريرها وسنقف إلى جانبها دائماً”.