واستُشهد 3 مواطنين، مساء الأربعاء، بينهم الصحفي سعيد أبو حسنين وزوجته وابنته، في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على شارع "البيئة" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
واستُشهد 9 فلسطينيين وأُصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة جرادة في شارع مشتهى بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. ودمَّر القصف الإسرائيلي المنزل المستهدف وألحق أضراراً بالمنازل المجاورة، ووصفت مصادر طبية جروح عدد من المصابين بالخطيرة.
وأُصيب مواطنون إثر قصف من مسيّرة إسرائيلية على فلسطينيين في بلدة بيت لاهيا شمالي غزة، كما انتُشل جثمانا شهيدين إثر قصف على منزل وسط خان يونس جنوبي القطاع.
في سياق متصل، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، بقتل 10 فلسطينيين في قصف شنه على مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة، مدعياً أنها كانت تضم مقاومين.
وفجر الأربعاء استُشهد 10 فلسطينيين وأُصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة "يافا" التي تؤوي نازحين شمال شرقي مدينة غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل تواصل اجتماعي مبنى المدرسة وقد لحق به دمار واسع، واشتعلت فيه النيران؛ جراء قصف شنته طائرات مسيّرة إسرائيلية، وفق شهود عيان.
إنسانياً، قال مدير مستشفى التحرير في مجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا، إن أطفال قطاع غزة في أشد مراحل سوء التغذية وصعوبة متابعتهم طبياً بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال، موضحاً أن القطاع يمر بالمرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية، وهي المرحلة الأشد وفق منظمة الصحة العالمية.
وأكد أن استمرار منع الإمدادات الغذائية والدوائية يشير إلى أن أطفال قطاع غزة أمام مشهد خطير وكارثي، مشيراً إلى أن انعدام التغذية المناسبة والأدوية للأمهات الحوامل ينعكس بشكل خطير على المواليد، خصوصاً الأطفال الخدج.
تهجير قسري وسط صمت دولي
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن إسرائيل تنفّذ "أخطر مراحل مشروعها الاستعماري" في قطاع غزة، عبر "البدء علناً في تهجير السكان قسراً خارج وطنهم، وتسويق هذه الجريمة على أنها هجرة طوعية، وسط صمت دولي".
وقالت ليما بسطامي، مديرة الدائرة القانونية في المرصد (مقره في جنيف) في بيان، إن "إسرائيل تمضي في تنفيذ مخطط الطرد الجماعي للفلسطينيين بعد أن مهَّدت له بـ19 شهراً من الإبادة الجماعية، بهدف جعل الرحيل السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة".
وأضافت بسطامي أن "المشروع الإسرائيلي في غزة بلغ ذروته". وأشارت إلى أن إسرائيل تسعى لتسويق الطرد الجماعي على أنه سلوك طوعي، مستغلةً قوتها وصمت المجتمع الدولي. وأكدت أن "التهجير القسري جريمة بموجب القانون الدولي، ويعني طرد السكان من مناطقهم الشرعية باستخدام القوة أو وسائل قسرية دون مبرر قانوني".
ولفتت بسطامي إلى أن سكان غزة "يعيشون أوضاعاً كارثية وسط دمار شامل وحصار خانق يطوق 2.3 مليون شخص بعد تهجير واسع وتحويل معظم الأراضي إلى مناطق عازلة أو مدمَّرة". وأكدت أن "إسرائيل صممت هذه البيئة عمداً أداةَ ضغط لدفع السكان إلى مغادرة غزة، دون ترك خيار حقيقي أمامهم". وأشارت بسطامي إلى أن نقل السكان قد يبرَّر في بعض الحالات الإنسانية، لكنه يفقد شرعيته إذا كانت الجهة التي تنفذه هي نفسها المسؤولة عن الأزمة، كما أثبتت السوابق القضائية الدولية.
وحذّرت من أن "تقديم التهجير القسري على أنه خيار طوعي يزيِّف الحقيقة ويقوِّض الأساس القانوني للنظام الدولي". وشددت بسطامي على أن "مغادرة سكان غزة في ظل هذه الظروف لا يمكن اعتبارها طوعية، بل تُعد تهجيراً قسرياً بموجب القانون الدولي".
وبدعمٍ أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.